يبذل المسؤولون العراقيون جهودا مضنية لاستعادة الأهوار (المستنقعات) التي تم تجفيفها عمدا خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين. وقد ترتب على تجفيفها عواصف رملية كثيفة تشكل مخاطر صحية جمة.
وقال نائب وزير البيئة كمال لطيف إنه على الرغم من الجهود المبذولة لاستعادة الأهوار سيعاني العراق على الارجح من العواصف الترابية معظم العقد المقبل.
وفي الوقت الحاضر لا يكاد يمر أسبوع بلا أيام متربة مع هبوب عواصف رملية متكررة قوية بدرجة تكفي لعرقلة القيادة والتسبب في حوادث السيارات ووقف الرحلات الجوية واكتظاظ المستشفيات بالمرضى الذين يعانون من صعوبات في التنفس.
وقال لطيف في مقابلة إنه كان المعتاد هبوب ما بين 10 و15 عاصفة رملية في أواخر السبعينات لكن هذه العواصف بدأت تزداد عددا وقوة بعد تجفيف حكومة صدام حسين للأهوار في اوائل التسعينات لطرد المتمردين منها.
واضاف لطيف ان عام 2008 شهد 283 يوما متربا بما في ذلك 122 عاصفة رملية.
وقال انه يتوقع وصول عدد الأيام التي تشهد أجواء متربة الى 300 يوم سنويا خلال العقد القادم إذا استمرت الاحوال على ما هي عليه مشيرا الى ان ارتفاع درجات الحرارة وعدم هطول الامطار ستبقي الأهوار جافة.
وكانت المستنقعات تغطي مساحة 9000 كيلومتر مربع في جنوب العراق في السبعينات لكن هذه المساحة تقلصت إلى 760 كيلومترا مربعا فقط بحلول عام 2002.
وقال لطيف انه تمت استعادة نحو 50 في المئة من المساحة الأصلية حتى الآن لكن ذلك ليس كافيا لحل المشكلة. واضاف ان هناك حاجة لاستعادتها بنسبة مئة في المئة.
واوضح ان هناك أيضا حاجة لخلق غطاء نباتي في المناطق الصحراوية بشمال غرب العراق لتقوية التربة ومنع العواصف الرملية التي تهب من هناك.
وبالإضافة إلى المشاكل المتعلقة بالبشر قال لطيف إن للعواصف الرملية تأثيرا كبيرا على الزراعة كما تلحق الضرر بالمحركات المستخدمة في توليد الكهرباء. واكد ان تعرض العراق لنحو 300 يوم مترب سنويا يعني كارثة للاقتصاد وصحة الانسان.
أخبار البيئة – رويترز