في الوقت الذي ينتهك فيه اشخاص كثيرون البيئة البحرية فيرمون مخلفاتهم على شواطئها وينشرون الروائح الكريهة في مياهها ويعيثون فسادا في البيئة البرية من خلال السلوكيات الخاطئة في المخيمات تنشط مجموعات شبابية لصون تلك البيئة وحمايتها وتعزيز الوعي البيئي حيالها.
ورأى ناشطون بيئيون التقتهم وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان البيئة البحرية في الكويت تعاني من دمار كبير سواء على الشواطىء أو في داخل المياه كما تعاني البيئة البرية بسبب تصرفات أشخاص لا يأبهون بأهميتها ولا يدركون دورها في حين تظهر جماعات ناشطة في مجال البيئة تسعى الى الحفاظ عليها ولفت الأنظار الى أهميتها.
وقال رئيس جماعة الخط الاخضر المهتمة بالبيئة خالد الهاجري ان البيئة البحرية تعرضت لكوارث بيئية مختلفة على مدى السنوات الماضية سواء في نطاق الكويت أو دول الخليج الاخرى موضحا ان الكويت تبقى “الاكثر تضررا” بسبب موقعها الجغرافي بين الدول المطلة على الخليج العربي.
واضاف الهاجري ان رمي القاذورات والمهملات على الشواطىء يرجع لأمور عدة منها عدم قيام الهيئة العامة للبيئة بدورها القانوني المفترض لأنها تملك صلاحية الضبطية القضائية وبامكانها مخالفة مثل هؤلاء الاشخاص لان من يفعل ذلك لا يشعر بأي مسؤولية تجاة المجتمع او البيئة.
وذكر ان الحداثة التي وقعت في محطة مشرف للصرف الصحي ادت الى تصريف كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة بالبحر بعد حقنها بمواد تمنع انتشار الروائح متوقعا تلوث جميع الكائنات البحرية القريبة من نطاق صب تلك المياه.
من جهته قال الناشط البيئي فيصل العماني ان السبب الاساسي في التلوث البحري هو مياه المجاري التي تصب في البحر مضيفا ان فكرة ان البحر ينظف نفسه هي فكرة قديمة غير موجودة حاليا وبات السمك الكبير ياكل الصغير في حين تنوعت المجاري بين زيوت صناعية وفضلات بشرية وغير ذلك.
وافاد بان ما تحمله تلك المجاري يمكن معالجته وبالتالي تكون فوائده كبيرة للبيئة فيمكن استخدامه بصورة اسمدة للزراعة.
واشار العماني الى تلوث السمك في الكويت لاسباب عدة منها ان هناك نحو 300 ناقلة نفطي ترمي بزيوتها وفضلاتها في البحر واستمرار صب المجاري الملوثة فيه اضافة الى استنزاف صيد الاسماك لاسيما الصغيرة.
وقال انه حاول انقاذ البيئة البحرية مع مجموعة من اصدقائه عبر اخذ كتل اسمنتية من البر ووضعها في اماكن محددة من البحر لتكون بيئة ممتازة لتكاثر الاسماك ثم تتحول في المستقبل الى بيئة مناسبة للمرجان.
من جانبه قال الناشط البيئي ومؤسس فكرة (واحة الكويت) خالد الكليب ان الهدف من مشروعه هو تحويل الكويت واحة خضراء لتخفيف موجات الغبار وللمساهمة في عودة الطيور الى بيئتها ولاعادة الحشرات البرية التي اختفت في الاونة الاخيرة.
واضاف الكليب انه في 2005 نشأت فكرة زراعة الاشجار في البر وقام هو وقريب له بزراعة شتلات بشكل عشوائي ووجدا ان النتيجة مرضية لان 60 في المئة من هذه الاشجار كبرت ولم تتاثر بقسوة الجو ثم توسع الامر وزرعا الاشجار حول الشاليهات وكانت النتيجة ايجابية مضيفا انهما زرعا حتى الان نحو 600 شجرة.
واكد اهمية الدور الذي يستطيع ان يقوم به كل من يخيم في البر في احياء البيئة البرية مضيفا انه لو زرع كل مخيم شجرة كحد ادنى وعدد المخيمات يبلغ 40 الف مخيم سنويا وكانت نسبة النجاح 60 في المئة فستصبح النتيجة ممتازة.
واعتبر الكليب ان المخيمات تسبب اكبر دمار للبيئة البرية من صنع الانسان لانها تجعل القشرة الارضية متهالكة وتساهم في اختفاء النباتات البرية واختفاء الطيور المهاجرة وكذلك الحشرات.
ورأى ان زراعة الاشجار تعد “الحل الامثل” لانقاذ البيئة لأنها تعتبر مسكنا للطيور وتحد من انتشار الغبار وغذاء الحشرات اضافة الى الافادة من ظلها.
من جهتها قالت ردينة العبدالعفور أنها من عشاق البحر لكنها لا تستمتع به بسبب التلوث الموجود في سواحله لاسيما في الجزر مشيرة الى تعرض الشعاب المرجانية للتلف يوميا بسبب رمي الناس للفضلات وما ترميه ناقلات النفط من عوادم في البحر.
ودعت العبدالغفور الجهات المعنية الى مراقبة هذه الانتهاكات في حق البيئة وسن قوانين صارمة لمن يتعدى عليها.
من ناحيته قال جاسم اشكناني ان التلوث البحري “فاق جميع التوقعات” في الكويت مدللا على ذلك بالرائحة الكريهة “الموجودة في الكثير من شواطئنا” لاسباب عدة منها رمي السفن لمخلفاتها في البحر ومشكلة محطة مشرف اضافة الى رمي الافراد للقاذورات على الشواطىء.
وذكرت دلال العبدالرزاق ان التلوث البحري يمتد لأماكن كثيرة من سواحل الكويت وانه في ازدياد مستمر مضيفة ان معظم السفن التي تنقل الحيوانات ترميها في البحر اذا ماتت اثناء الرحلة اضافة الى التلوث الذي تحدثه ناقلات النفط.
واضافت ان البيئة البرية في حالة تدهور بسبب المخيمات التي زادت التصحر والنفايات البشرية التي يتكاسل اصحابها عن تنظيفها لعدم وجود اي مخالفة لمن يرمي بمخلفاته بالبر او البحر.
من جهتها ناشدت وفاء المطيري مؤسسات الدولة ان تخصص يوما لتنظيف الشواطىء من المخلفات البشرية المرمية بها كنوع من المشاركة الاجتماعية لانقاذ ما يمكن انقاذه من البيئة التي تنتهك يوميا بسبب تصرفات البشر.