تعتزم ألمانيا التي يُطلق عليها «أمة السيارات»، تطبيق أسلوب جديد للحد من تلوث الهواء، يتمثل في جعل النقل العمومي داخل المدن مجانياً مما يقلل من الازدحام والتلوث معاً.
وجاء ذلك خلال رسالة وجهها ثلاث وزراء ألمان من بينهم وزيرة البيئة بربرا هندريكس إلى مفوض البيئة في الاتحاد الأوروبي كارمينو فيلا، استعرضوا فيها الإجراءات التي تعتزم ألمانيا اتخاذها للحد من تلوث الهواء والالتزام بالمعايير الأوروبية في هذا الشأن.
ومن المقرر اختبار هذا المقترح الجديد بحلول نهاية العام الحالي في خمس مدن غربي ألمانيا، من بينها بون والمدينة الصناعية إيسين ومانهايم.
وتعوّل الحكومة على تقليل اعتماد المواطنين على سياراتهم مما يقلل الزحام وبالتالي يقلل انبعاثات العوادم.
وتعد الخطوة في حد ذاتها ثورية بما يكفي في بلد ينظر إليه على أنه عاصمة لصناعة السيارات في العالم.
ومن بين الخطوات الأخرى التي تدرسها برلين، هو وضع مزيد من القيود على انبعاثات العوادم من الحافلات العامة وسيارات التاكسي، وإنشاء مناطق منخفضة الانبعاثات عبر تقليل عدد السيارات فيها، ودعم اللجوء لمشاركة السيارات بين الناس.
وكانت المفوضية الأوروبية قد طلبت من ألمانيا وتسع دول أخرى، بينها إسبانيا وفرنسا وبريطانيا، تقديم لائحة بالإجراءات التي ستقوم بها في مجال حماية تلوث الهواء.
وإذا لم تمتثل هذه الدول للمعايير التي وضعتها بروكسل، فإنها ستواجه إجراءات قانونية في المحكمة الأوروبية من بينها فرض غرامات ضخمة.
وأثار الاقتراح الحكومي جدلاً في المدن الألمانية، حيث تساءل كل من عمدة بون أشوك سريداران ورئيس رابطة المدن الألمانية هيلموت ديدي عن المخصصات الفيدرالية لتنفيذ هذه الخطة.
ويخشى البعض من فشل هذه الخطة كما حدث في بلدان أخرى، حيث أدت المواصلات المجانية إلى زيادة عدد الحافلات العمومية مع عدم تراجع نسبة التلوث، خاصة أن من تحمسوا لاستخدام وسائل النقل المجانية هم راكبو الدراجات، إضافة إلى زيادة تكلفة تشغيل هذه الخدمات والضغط على ميزانية البلديات.
(عن “سكاي نيوز عربية”)