يقول مسؤولون محليون إن معدلات التلوث بلغت مستويات قياسية في محافظة البصرة بجنوب العراق ويحملون شركات النفط المسؤولية.
ويوضح المسؤولون أن الشركات النفطية العاملة في المنطقة تلحق ضررا جسيما بالبيئة وتتجاهل القواعد الرامية للحد من التلوث.
ويزعمون أن شركات النفط العملاقة تفضل أن تدفع الغرامات المتواضعة نسبيا التي تفرض عليها على تركيب أجهزة معالجة ضرورية لخفض إنبعاثات الغازات السامة في الهواء.
وقال معاون مدير بيئة البصرة خزعل مهدي سلطان “محافظة البصرة تدفع الثمن غاليا بسبب هذه الحقول النفطية والشركات النفطية العاملة التي تستثمر النفط في محافظة البصرة مثل شركة لوك اويل او شركة شل او البي بي او الايني الايطالية. لكن مع الاسف الشديد هذه الشركات التي يقال عنها انها عملاقة ولديها خبرة لكن تتعامل مع محافظة البصرة معاملة سيئة وخاصة بالنسبة للمخلفات وبالنسبة للملوثات. أغلب الشركات تطرح مخلفاتها النفطية في أراضي شاسعة كبيرة ملوثة بالنفط ولازالت مستمرة. وكذلك بعض المحارق الارضية تساهم في تلوث الهواء المحيط وذلك أيضا ينعكس من خلال الأمطار الحامضية على المصادر المائية وحتى على التربة الزراعية.”
وتعمل شركات نفطية عالمية مثل بي.بي وشل واكسون موبيل وإيني ولوك أويل في حقول نفطية بجنوب العراق.
وتنفي هذه الشركات تلك المزاعم وتصر على أنها تلتزم بالقواعد المحلية.
لكن الحكومة المحلية قلقة بشأن الوضع لدرجة أنها ركبت 17 محطة بيئية ثابتة في مناطق سكنية لجمع وتحليل المعلومات بشأن التلوث الذي يتوقع أن تسببه شركات نفطية ومصانع أخرى.
وقال معاون رئيس الفيزيائيين في دائرة بيئة البصرة عبد الرزاق أحمد “عندنا هنانا بالمنطقة منطقة الشعيبة اللي بيها تلوث نفطي أكثر شئ اشارة للشكاوي المقدمة من المنطقة أو من المناطق القريبة من النفط الاحصائيات اللي حصلنا عليها للتلوث في المناطق السكنية القريبة. فنصبنا على أساس هذا الشئ نصبنا هذه المحطة بهذه المنطقة السكنية القريبة من مصفاة الشعيبة. عندنا قراءات نحصل عليها دورية كل يوم. القراءات ناخذها من هذه المحطة توصلنا للمحطة المركزية بدائرة البيئة هناك الموجودة عندنا. حصلت عندنا بعض القراءات تتجاوز المتوسط”.
وتحتاج كل محطة من هذه المحطات مبلغ عشرة ملايين دينار عراقي (8424 دولار) شهريا لتستمر في عملها، ولذلك تغلق بعض المحطات أبوابها لنقص التمويل اللازم.
وتُصدر المحطات التي لا تزال تعمل إحصاءات سنوية تُقارن بقراءات العام الماضي لتقرير حدوث أي تغير في معدلات التلوث.
ويقول السكان المحليون إنه، حتى بدون هذه القراءات، يشعرون أن الهواء يزداد تلوثا.
وقال مواطن يقيم في منطقة الشعيبة النفطية يدعى عماد منصور سلمان “والله تأثيرها جاي يصير عندنا حالة ربو وحالة اختناق للاطفال. يعني حتى الملابس من جاي تنشر الصبح جاي نلقى عليها نقاط أسود. وأزيد شئ متأثرة بيها الاطفال حالات ربو واختناق. سببها قربها للمصفاة النفطية. يعني احنا جايين نعاني من هذا الشيء”.
ومع تأثر الأطفال وكبار السن أكثر من غيرهم بالتلوث ينتقل كثيرون قدر الإمكان من المناطق القريبة من الحقول النفطية.
ميدل إيست أونلاين