أفادت لوائح جديدة خاصة بصناعة الصلب ان مدينة تانجشان كبرى مراكز صناعة الصلب في الصين ستفرض خلال الأشهر الثلاثة القادمة عقوبات على الشركات التي لا تلتزم بالمعايير الجديدة الصارمة الخاصة بالتلوث وهي خطوة قد تتضمن اغلاق المنشأة من جهة فضلا عن الحد من فائض ضخم من الصلب من جهة أخرى.
وتسن الصين لوائح أكثر صرامة تتعلق بالحفاظ على البيئة علاوة على التعامل مع وفرة هائلة في منتجات الصلب أدت الى تدني الأسعار وأثقلت كاهل معظم وحدات هذا القطاع -وهو الأضخم في العالم- بديون ضخمة.
وتشير تقديرات المحللين الى انه فيما تواجه الشركات مشاكل جمة تتعلق بتراجع قياسي في أسعار منتجات الصلب مع ارتفاع الغرامات المالية المتعلقة بعدم مراعاة الاعتبارات البيئية فقد تواجه الآن ارتفاعا في أسعار الطاقة بواقع ثلاثة أمثال إذا لم تسدد المستحق عليها نظير الوفاء بالمعايير الجديدة.
وتستهدف الاجراءات الجديدة -الموقعة بتاريخ الأول من يوليو تموز والتي تداولها التجار والمحللون في مطلع الاسبوع الجاري- كبار مستهلكي الفحم والماء في المجال الصناعي في تانجشان بما في ذلك محطات القوى التي تعمل بالفحم ومصانع الاسمنت والصلب. وتقضي اللوائح الجديدة -التي اطلعت عليها رويترز- أيضا بحظر بيع أو الاستفادة من الفحم منخفض الجودة.
وقال محللون في وحدة (شيبن نيو لاين) للتجارة الالكترونية للصلب في شنغهاي إنه نتيجة لذلك ارتفعت اسعار كتل الحديد المعدة للكبس في تانجشان بواقع 60 يوانا للطن.
وقال المحللون في تقرير إنه من أجل الالتزام بالمعايير الجديدة الخاصة بالحد من الانبعاثات يتعين على 29 منشأة لصناعة الصلب -وفي موعد غايته نهاية اكتوبر تشرين الاول القادم- تطوير 104 من وحدات الفرن العالي (الفرن اللافح) و182 وحدة من أفران التحويل و22 من وحدات تشكيل الصلب. وستدفع المنشآت التي لن تلتزم بهذه اللوائح وفق المهلة الزمنية المقررة اسعارا أعلى نظير استهلاكها للطاقة.
وأنتجت تانجشان -التي تقع على مسافة نحو 150 كيلومترا من العاصمة بكين- نحو 90 مليون طن من خام الحديد العام الماضي أي أكبر من اجمالي انتاج الصلب في الولايات المتحدة.
وتصنف تانجشان على انها من كبريات المدن المسببة للتلوث في الصين وتواجه ضغوطا كي تخفض قدرتها الانتاجية بواقع 28 مليون طن على الأقل خلال الفترة من 2013 وحتى 2017 .
في الوقت نفسه تفكر وزارة البيئة في الصين في الحد من الانبعاثات الناجمة عن البواخر والسفن وذلك في اطار تكثيف جهود ثاني أكبر دولة في العالم من حيث استهلاك الوقود للتخلص من تلوث الهواء.
وفي مواجهة ضغوط جماهيرية متزايدة أعلن زعماء الصين حربا على التلوث وتعهدوا بالتخلي عن نموذج اقتصادي مضى عليه عقود لتحقيق النمو على حساب أي اعتبار آخر ما أدى إلى الإضرار بمعظم موارد المياه والهواء والتربة.
وتسبب التلوث في الصين في إثارة مخاوف متزايدة حيث يعم الضباب الدخاني أجواء معظم المدن الرئيسية في البلاد منها بكين التي يقطنها 21 مليون نسمة.
رويترز