في ركن ناء بالصحراء المغربية تضم منطقة من الاراضي الرطبة العديد من أنواع الطيور المختلفة.
تقع بحيرة نعيلة التي يضمها متنزه أنخيليس الوطني على بعد نحو 70 كيلومترا من مدينة طانطان في جنوب المغرب وهي من أجمل المواقع الطبيعية في المملكة ويعيش فيها العديد من فصائل الطيور.
يمر زهاء 25 ألفا من الطيور المهاجرة سنويا بمنطقة البحيرة في رحلتها بين الشمال والجنوب في فصلي الخريف والربيع.
والبحيرة واحدة من أربعة مواقع ذات أهمية بيولوجية وبيئية تحظى بالحماية بموجب اتفاقية رامسار للاراضي أو المناطق الرطبة المبرمة عام 1971. وتهدف الاتفاقية لتشجيع الحفاظ على الاراضي الرطبة من خلال اجراءات على المستوى الوطني والتعاون الدولي.
لكن المخلفات والنفايات التي تلقيها السفن العابرة في الممرات المائية القريبة من البحيرة بدأت تلوث البحيرة وشواطئها في السنوات الاخيرة وتهدد حاليا أنواع الحياة البرية الموجودة فيها.
وذكر محمد الريبي رئيس ادارة المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية في المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن الموقع أصبح رسميا محمية طبيعية في عام 2006.
وقال الريبي “كانت أهمية الحفاظ على أنواع الطيور المهاجرة والاراضي الرطبة هي العنصر الرئيسي الذي أهل هذا الموقع ليصبح محمية. حدث ذلك عام 2006. أنخيليس متنزه طبيعي صحراوي في المغرب.”
وتجتذب البحيرة هواة مراقبة الطيور والعلماء لزيارتها. ويستأجر بعض أولئك الزوار قوارب صغيرة لتقلهم في جولات على مياه البحيرة.
ويصطحب محمد عياش السائحين القادمين لزيارة المحمية في قاربه الصغير.
ويقول عياش “الزوار يأتون من أوروبا ونأخذهم على متن هذه القوارب الصغيرة. يأتون لمراقبة الطيور المهاجرة والتقاط صور لها داخل البحر. أكثرية هؤلاء الزوار من أوروبا الشمالية ومن فرنسا واسبانيا. لكن الزوار المغاربة قليلون للاسف الشديد.”
ويهدد التلوث تلك البقعة الطبيعية الجميلة بعد أن أصبحت شواطيء البحيرة مليئة بالنفايات وابار التلوث. وذكر عبد الله مقراني عضو تعاونية نعيلة للصيد التقليدي وحماية البيئة أن السفن العابرة تلقي مخلفاتها في مياه البحر فتحملها التيارات البحرية الى نعيلة وتبقى على شواطيء البحيرة.
وقال “نحن جمعية تحافظ على البيئة ونحاول أن نحافظ عليها باستمرار. لكن رغم ذلك وبسبب التيار فان النفايات التي يرميها أصحاب القوارب الكبيرة تصل الى شاطئنا. من خلال هذا المنبر الاعلامي نناشد أصحاب هذه القوارب أن يتعاونوا معنا لمحاربة هذه الظاهرة.”
وتسعى السلطات المغربية بالتعاون مع السكان المحليين والمنظمات غير الحكومية الى تشجيع التنمية المستدامة في متنزه أنخيليس الوطني لكنها تقول ان
بعد المنطقة عن العمران أدى الى بطء نتائج تلك الجهود.