ارتفعت مؤخراً في الدول الغربية أصوات تطالب برفع أسعار اللحوم للتقليل من نسبة شرائها، وذلك لأن استخدام النيتروجين في الأسمدة يمثل خطراً على الصحة ويزيد من تلويث المياه والتربة بشكل عام.
ويعد استخدام النيتروجين في الثروة الحيوانية مشكلة كبرى، فنسبة المراعي في تناقص مستمر بالرغم من زيادة الإقبال على شراء اللحوم، مما يدفع المزارعين إلى الاعتماد على أعلاف تحتوي على النيتروجين المستخرج من مخلفات الحيوانات، حيث يعاد استخدامها مجدداً كأسمدة.
ويوجد النيتروجين بشكل طبيعي في التربة، ولكن إذا زادت نسبته في السماد فإنه يترك آثارا سيئة ويتسبب في أضرار صحية ويلوث المياه، وقد يصل الأمر إلى اختفاء أنواع معينة من الكائنات الحية.
وعندما تتسرب النترات إلى مياه الشرب تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، كما أن الخضروات التي تحتوي على النترات -مثل السبانخ والخس- تمثل خطرا صحيا على الأطفال الرضع بالتحديد، حيث يصعب عليهم إفراز أحماض معوية كافية للحيلولة دون تحول النترات إلى مادة النتريت السامة.
علاوة على ذلك، يؤثر أكسيد النيتروجين الناتج عن عملية احتراق الوقود على الجهاز التنفسي ويسبب مشاكل في الدورة الدموية، بالإضافة إلى أن استخدام النيتروجين في الأسمدة يؤدي إلى نمو الطحالب بكثافة وعدم تصريف المياه، مما يعني موت النباتات المائية، فقلة الأكسجين في المياه وارتفاع سلفيد الهيدروجين يقضي على الأسماك والنباتات.
وتشكل نسبة النيتروجين في الهواء 78%، كما تحتوي البروتينات والإنزيمات والحمض النووي لجميع الكائنات على النيتروجين. ولكن النترات (أكسيد النيتروجين) التي تنتج عن احتراق الوقود الأحفوري تتسبب في أضرار هائلة للبيئة.
ونظرا لكل هذه المخاطر، ترتفع أصوات الناشطين والعلماء في الدول الغربية للمطالبة برفع أسعار اللحوم أملا في التقليل من نسبة شرائها، لا سيما أن المواطنين هناك يستهلكون كميات كبيرة من اللحوم وبنسبة أعلى بكثير من التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
المصدر : دويتشه فيلله