تتمتع صين اليوم، بما تواجهه من تلوث الماء والتربة والهواء بفعل ثلاثة عقود من التصنيع، بأوجه شبه متعددة مع أميركا في الستينيات. وقد بدأ الصينيون يتساءلون عما إذا كانت البيئة ستدفع ثمن «التطور الصناعي» غالياً. وها هي المواقف الصينية تنتهج منحى التغيير.
وينعكس القلق المتزايد في ارتفاع معدل الاحتجاجات البيئية، حيث امتلأت على امتداد العام الماضي الشوارع بالمعارضين لبناء محطات الطاقة، التي تعمل على الفحم، والمصانع الكيماوية، ومصافي النفط، ومصانع حرق القمامة، وسواها.
وأصبح التلوث، وفقاً لأحد المسؤولين، المسبب الأول للاضطراب الاجتماعي في الصين. اتسم عام 2013 بأنه مرعب بيئياً. ففي يناير من ذلك العام، حولت سحابة تلوث كثيفة نهار بكين إلى ليل.
وفي مارس من العام نفسه طفا 16 ألف خنزير نافق مصاب بفيروس على سطح نهر هوانغبو، المزود الرئيس لشنغهاي بمياه الشرب. وفي مايو، أبلغ مسؤولون في قوانتشو، أكبر مدن الصين وأكثرها ازدهاراً أن 44 في المئة من عينات الأرز المباع في أرجاء المدينة، تحتوي على معدلات خطيرة من معدن الكادميوم المسبب للسرطان.
وأعلنت قيادة الصين حرباً على التلوث، فحظرت بناء المصانع، وكرست مليارات الدولارات في خطط عمل تتصدى لتلوث الهواء والماء، وحدّت من انتشار السيارات. لا نعلم بعد مدى فعالية هذه الإجراءات المتخذة، إلا أن يقظة الصين لقضايا البيئة والعمل على الحدّ من التلوث سيتركان أثراً جيداً ليس على البلاد فحسب، بل على العالم أجمع.
البيان