لم يكل أو يمل الشاب هاني شرف من إجراء الأبحاث والتجارب على مدى ثلاث سنوات في غزة، والتحق بدورات علمية في دول أوروبية لتعلم التقنية الحديثة لاستخراج الوقود الحيوي (البتروديزل) من مخلفات الطعام والدهون الحيوانية لاستخدامه في تشغيل المحركات.
لم يكل أو يمل الشاب هاني شرف من إجراء الأبحاث والتجارب على مدى ثلاث سنوات في غزة، والتحق بدورات علمية في دول أوروبية لتعلم التقنية الحديثة لاستخراج الوقود الحيوي (البتروديزل) من مخلفات الطعام والدهون الحيوانية لاستخدامه في تشغيل المحركات.
ويقول المهندس الميكانيكي هاني شرف للجزيرة نت إن الفكرة راودته قبل خمس سنوات حيث قرأ مجموعة من المقالات في مجلات متخصصة عن الوقود الأخضر والطاقة البديلة على هامش مؤتمر في إحدى الدول العربية، ففكر حينها في إنجاز هذا المشروع ليخدم وطنه، وبدأ البحث فيه حتى توصل إلى هذه التقنية، موضحاً أنه لا يزال في مراحل البحث لإجراء تطوير أكبر على هذا المنتج.
ويضيف شرف أنه يعالج الزيوت النباتية المستعملة ومخلفات الطعام والدهون الحيوانية كيميائياً ويستخرج الوقود الحيوي الذي يطلق عليه الوقود الأخضر صديق البيئة.
ويؤكد أنه “تم إجراء فحوصات مخبرية في أكثر من دولة خارج فلسطين، وكانت النتيجة مطابقة البتروديزل للمواصفات والمقاييس العالمية”.
الوقود الأخضر
ويحمل هذا الوقود نفس خصائص الديزل البترولي، ويتم استخدامه بشكل مباشر في جميع محركات الديزل، للسيارات والسفن البحرية، والمعدات الثقيلة والشاحنات وغير ذلك.
ويمكن استعمال “البتروديزل” كنوع من الإضافات البترولية ليضاف إلى الديزل البترولي بنسبة 10% لتقليل التلوثات المنبعثة منه، حيث تتجه الكثير من دول العالم المتقدمة إلى تصنيع الوقود الأخضر لتقليل الانبعاثات التي تنتج من الاحتراقات وتلوث البيئة، لأنه أقل ضرراً من الوقود البترولي.
وفي هذا الصدد يقول شرف إنه بالمقارنة بين الوقود الحيوي والديزل البترولي، فالوقود الحيوي أقل في انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80% عن الديزل البترولي، مشيراً إلى أن البتروديزل لا يحتوي على مركبات الكبريت نهائياً، وبالتالي لا تنتج عنه أي غازات من التي لها علاقة بالكبريت.
ويرى مهندس الشركة المصنعة للوقود أن إنتاج هذا الوقود مشروع قومي إستراتيجي اقتصادي لأنه يخلص البيئة من مخلفات زيوت الطعام، بدلاً من استعمالها بطرق خاطئة.
وأضاف أنه يساهم في توفير الطلب على المخزون الإستراتيجي الموجود في باطن الأرض من البترول، كما أنه لا يترك أية آثار سامة ويسهل امتصاصه من قبل التربة، ويكوّن مركبات عضوية يسهل امتصاصها وتشكل غذاء للكائنات الدقيقة، فضلا عن أنه آمن على جميع المحركات خاصة المعدات الثقيلة والبحرية.
بدء الإنتاج
وافتتحت الأربعاء شركة شرف للصناعات خط إنتاج صغيرا لإنتاج البتروديزل حسب حاجة القطاع، حيث تصل القدرة الإنتاجية للمصنع ألفي لتر يومياً، وإذا ما توفرت كميات كبيرة من مخلفات الطعام والزيوت المستعملة فيمكن إنتاج كميات أكبر تصل إلى مئات آلاف اللترات يومياً.
وأعرب شرف عن أمله بأن تكون هناك توعية وتشجيع لربات البيوت بأن يتم تجميع الزيوت المستعملة. ورأى أنه يمكن الإيعاز لشركات البترول بأن تخلط نسبة 10% من البيوديزل، حيث يقلل التكلفة ويساعد على تقليل نواتج الاحتراق التي هي بدورها صديقة للبيئة.
وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية تفرض ضريبة على كمية غاز ثاني أكسيد الكربون بهدف التقليل من استعمال الوقود البترولي، والاتجاه إلى الوقود الحيوي.
الجزيرة