تلبّي إحدى بلدات مقاطعة ديفون في إنجلترا جميع احتياجاتها من الغاز عبر مصنع محلّي يحوّل روث الدجاج ومحاصيل الزراعة إلى طاقة. وترى النائبة عن المنطقة أن هذا المخرج قد يساعد على حلّ أزمة الطاقة.
وفي التفاصيل أن المصنع يعمل على إنتاج الغاز الحيوي، وهو شكل من أشكال الطاقة المتجدّدة المولّدة عبر معالجة المواد العضوية، كمخلّفات المزارع والمحاصيل الزراعية وروث الحيوانات، في غياب الأوكسجين.
وتقول شركة “إيكسورا إنيرجي” (Ixora Energy) إن مصنعها في ديفون كان يضخّ ما يكفي من الغاز في الشبكة المحلية لتزويد جميع المنازل البالغ عددها ألفي منزل في “ساوث مولتون” بالوقود.
يأتي هذا الخبر وسط أزمة طاقة تسبّب بها ارتفاع الأسعار العالمية للغاز والحرب في أوكرانيا، ما أدّى إلى زيادة هائلة في الفواتير.
وفي محاولة لمعالجة هذه المشكلة، تعهّدت حكومة المملكة المتّحدة في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر بتعزيز إنتاج الطاقة المحلّية – في مختلف مصادر الطاقة المتجدّدة والوقود الأحفوري – لمساعدة البلاد على أن تصبح أكثر استقلالية في مجال الطاقة.
لكن بلدة “ساوث مولتون” التي تقع في زاوية من شمال مقاطعة ديفون، باتت تحصل منذ الآن على كثيرٍ من طاقتها من موارد محلية.
وتوضح شركة “إيكسورا إنيرجي” أن مصنعها يستخدم روث الدجاج والمحاصيل الزراعية التي يؤمّنها لها مزارعون محليّون، كي تكون موادّ أولية يتم تحويلها إلى غاز حيوي. ومن ثمّ إلى غاز متجدّد وكهرباء تُربط بالشبكة المحلية.
وقالت إن مصنع “كونديت بيوغاز” Condate Biogas الذي يقع على بعد كيلومتر واحد فقط من “ساوث مولتون” يضخ ما يكفي من الغاز في الشبكة المحلية لتدفئة 2389 منزلاً.
وتضيف شركة الطاقة: “ثمة 2171 منزلاً في “ساوث مولتون”، لذا يمكننا أن نقول بثقة إننا نزوّد المدينة بأكملها والقرى المحلّية بالغاز الصديق للبيئة”.
ويُقال إنه اعتباراً من شهر أبريل (نيسان)، كانت المحطة تضخ ما يكفي من الكهرباء المتجدّدة في الشبكة لتزويد 934 منزلاً بالطاقة – لكنها كانت تأمل في زيادة كمية الطاقة من خلال تحسين الكفاءة.
وقد رأت سيلاين ساكسبي، العضو في البرلمان عن حزب “المحافظين” في دائرة “نورث ديفون”، أنه لأمرٌ مذهل أن تعمل منازل “ساوث مولتون” بالكهرباء والغاز المتجدّدين، وذلك بفضل مرفق الهضم اللاهوائي الذي تقوم به شركة “كونديت بيوغاز”. وتعمل هذه التقنية منذ عام 2016 على مدّ “ساوث مولتون” بالطاقة، وتؤمّن المنشأة في الوقت الراهن ما يكفي من الغاز المتجدّد لتلبية احتياجات كلّ منزل، وتعطي البلدة نحو 4 في المئة من استهلاكها الكهربائي”.
واعتبرت ساكسبي أن الحصول على طاقة متجدّدة منتجة محلّياً هو أمرٌ مهمّ حقاً وأساسي، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالمساعدة في حلّ الأزمة الراهنة للطاقة في المملكة المتّحدة. كما أنه يسهم في إضفاء مرونة على إنتاج الطاقة في المستقبل، إضافة إلى المساعدة في تحقيق هدف الحكومة المتمثّل في تحقيق صافي الصفر من الانبعاثات الحرارية بحلول عام 2050″.
ويُعدّ الغاز الحيوي مصدراً بديلاً للطاقة يمكن أن يساعد في تقليل الانبعاثات الحرارية، إضافةً إلى الفوائد الأخرى المتمثّلة في كونه مستداماً.
لكن هذا الخيار يدحضه علماء أثاروا مخاوف في شأن انبعاثات الغاز الحيوي، الذي يتألّف أساساً من غاز الميثان القوي المسبّب للاحتباس الحراري، والذي لديه عمر أقصر من ثاني أكسيد الكربون، لكن تأثيره الحراري أقوى بكثير على الكوكب.
فقد توصّل باحثون في “جامعة إمبريال كوليدج لندن” في بحثٍ العام الماضي، إلى أن ما يصل إلى 3.8 في المئة من انبعاثات غاز الميثان في المملكة المتّحدة كانت مصدرها 10 مصانع تعمل بالغاز الحيوي. وحذّروا من أن انبعاثات الغاز الحيوي قد تؤدّي في نهاية المطاف إلى تحريف الهدف الوطني عن مساره المتمثّل في تصفير الانبعاثات الحرارية بحلول عام 2050، في غياب مراقبة أكثر صرامة وتوجيهات واضحة.
The Independent