ساهمت مبادرة صندوق أبوظبي للتنمية التي أطلقها في عام 2009 من خلال تخصيص 1.28 مليار درهم ( 350 مليون دولار) لمدة سبع دورات تمويلية، لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، بتمويل 19 مشروعاً بقيمة 698 مليون درهم (190 مليون دولار)، من خلال أربع دورات تمويلية، حيث ستوفر المشاريع بعد إنجازها الطاقة النظيفة لمئات الآلاف من الأشخاص في 18 دولة حول العالم، كما أنها تساهم في توليد حوالي 95 ميجاواط من الطاقة المتجددة، مما يساعد على تحفيز التنمية المستدامة، وتشجيع التنويع الاقتصادي في البلدان المستفيدة.
وأعلن صندوق أبوظبي للتنمية مؤخراً عن تأهل أربعة مشاريع، ضمن الدورة التمويلية الرابعة، وذلك خلال اجتماعات الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، حيث وافق الصندوق على تمويل 4 مشاريع تنتج نحو 32 ميجاواط من الطاقة المتجددة، بقيمة 163.4 مليون درهم (44.5 مليون دولار) تستفيد منها 4 دول وهي، سيشل وجزر المارشال والنيجر وجزر سليمان.
وكان الصندوق قد أطلق في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 بالتعاون مع «آيرينا»، الدورة التمويلية الخامسة من مبادرة تمويل مشاريع الطاقة المتجددة، بقيمة 184 مليون درهم (50 مليون دولار). وفتح باب التقدم بطلبات التمويل الخاصة بهذه الدورة الجديدة.
تعزيز انتشار الطاقة المتجددة
ويقول محمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، إن هذه المبادرة جاءت في إطار حرص الصندوق على دعم جهود دولة الإمارات، والهادفة إلى المساهمة في تعزيز انتشار حلول الطاقة المتجددة في الدول النامية؛ لتمكينها من تلبية احتياجاتها من الطاقة، إضافة إلى أنها تأتي انسجاماً مع توجهات حكومة أبوظبي، والتي أخذت على عاتقها منذ أن تم اختيار العاصمة أبوظبي في يونيو/ حزيران عام 2009 مقراً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إنجاح مساعي الوكالة الدولية في تحقيق أهدافها في دعم قطاع الطاقة المتجددة.
ويشير السويدي إلى أن صندوق أبوظبي للتنمية يؤمن بأهمية الدور الفاعل، الذي يلعبه قطاع الطاقة المتجددة في تحقيق التنمية المستدامة في الدول النامية، من خلال العمل على انتشار حلول الطاقة المتجددة في هذه الدول؛ لتمكينها من تلبية احتياجاتها من الطاقة، فضلاً عن تحفيز التنمية الاقتصادية المحلية في الدول المستفيدة، وتحسين مستويات المعيشة للسكان.
ويؤكد أن الصندوق مستمر بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» في تمويل مشاريع الطاقة المتجددة للدورات التمويلية القادمة؛ لتحقيق مزيد من الإنجازات في قطاع الطاقة المتجددة، والوصول إلى دول جديدة، وضمها إلى قائمة الدول المستفيدة.
وقد وافق صندوق أبوظبي للتنمية بالتعاون مع (آيرينا) على تمويل 4 مشاريع في قطاع الطاقة المتجددة خلال الدورة التمويلية الرابعة لإنتاج 32 ميجاواط، بقيمة 44.5 مليون دولار، بحيث تستفيد منها 4 دول نامية في النحو التالي: سيشل عن مشروع الطاقة الشمسية في جزيرة رومنفيل، بقيمة 8.5 مليون دولار، وجزر المارشال عن مشروع الطاقة الشمسية الهجين بقيمة 11 مليون دولار، والنيجر عن مشروع الطاقة الشمسية لتغذية المناطق الريفية بقيمة 10 ملايين دولار، وتأهل جزر سليمان عن مشروع سد نهر تينا بقيمة 15 مليون دولار.
كما تأهلت عدة مشاريع لتوفير التمويل اللازم لها، حيث حصل مشروع الطاقة الشمسية في جزيرة رومنفيل في سيشل على تمويل بقيمة 8.5 مليون دولار، حيث يوفر المشروع حوالي 5 ميجاواط من الطاقة المتجددة لأكثر من 1800 منزل، يستفيد منه أكثر من 90 ألف شخص في جزر سيشل، وتساعد كذلك العمليات الإنشائية والتشغيلية والصيانة على توفير العديد من الوظائف، وتجنب ما يقارب 4800 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
إمداد المناطق الريفية بالكهرباء
كما حصل مشروع الطاقة الشمسية الهجين في جزر المارشال على تمويل من الصندوق بقيمة 11 مليون دولار، حيث يهدف المشروع إلى المساهمة في دعم قطاع الطاقة، والتوسع في إمداد المناطق الريفية بالكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة، ويعمل المشروع على إنتاج حوالي 4.6 ميجاواط من الطاقة الكهربائية، باستخدام هجين من الطاقة الشمسية والديزل، ويستفيد منه حوالي 17 ألف شخص، كما يساهم المشروع في تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، وتساعد العمليات الإنشائية والتشغيلية والصيانة على توفير العديد من الوظائف في البلاد.
وحصل مشروع توليد الطاقة الشمسية لتغذية المناطق الريفية في النيجر على تمويل من الصندوق بقيمة 10 ملايين دولار، ويهدف المشروع إلى المساهمة في تغذية المناطق الريفية بالكهرباء، حيث يدعم المشروع استراتيجية الدولة الرامية إلى رفع نسبة الكهرباء المنتجة من الطاقة المتجددة. ويساهم كذلك في إنتاج حوالي 2.2 ميجاواط من الطاقة الشمسية لخدمة حوالي 150 ألف شخص، كما يعمل على توفير 50 ألف وظيفة.
الحد من التلوث البيئي
بينما يهدف مشروع سد نهر تينا في جزر سليمان والذي حصل على تمويل من الصندوق بقيمة 15 مليون دولار إلى إنتاج 20 ميجاواط من الطاقة لتوصيل الكهرباء، للمساهمة في دعم قطاع الطاقة وبرنامج الحكومة الطموح لتوفير متطلبات الطاقة الكهربائية للمناطق الريفية، كما سيعمل المشروع على الحد من التلوث البيئي المحلي، وتعزيز النمو الاقتصادي، من خلال توفير الكهرباء من مصادر نظيفة بأقل التكاليف.
كما وافق صندوق أبوظبي للتنمية بالتعاون مع (آيرينا) خلال الدورة التمويلية الثالثة على تمويل 4 مشاريع للطاقة المتجددة لإنتاج 11.6 ميجاواط، بقيمة 46 مليون دولار، بحيث تستفيد منها 4 دول، وهي جزر الرأس الأخضر، وبوركينا فاسو، أنتيغوا وبربودا والسنغال.
وضمن المبادرة التمويلية للصندوق في دورتها الثالثة، حصل مشروع الطاقة الهجين (الشمسية والرياح) المقدم من جزر الرأس الأخضر على تمويل بقيمة 8 ملايين دولار، حيث يوفر المشروع حوالي 2 ميجاواط من الطاقة المتجددة، والتي تفوق احتياجات الجزيرة بحوالي 13%، كما يساهم في إنتاج حوالي 500 ألف لتر يومياً من المياه الصالحة للشرب. وتساعد كذلك العمليات الإنشائية والتشغيلية والصيانة على توفير العديد من الوظائف.
كما حصل مشروع الطاقة الشمسية لتغذية المناطق الريفية في بوركينا فاسو على تمويل من الصندوق بقيمة 10 ملايين دولار، ويهدف المشروع إلى المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية عن طريق دعم قطاع الطاقة، حيث يدعم المشروع سياسة الدولة لقطاع الطاقة الرامية إلى التوسع في كهرباء الريف وتشجيع استخدام سبل الطاقة المتجددة
ويعمل المشروع على إنتاج حوالي 3.6 ميجاواط من الطاقة الكهربائية، باستخدام هجين من الطاقة الشمسية والديزل، وذلك لتغذية 42 منطقة ريفية تخدم حوالي 4200 منزل و21 مركزاً صحياً و86 مدرسة و16 نظام إمدادات المياه.
يتم اختيار طلبات تمويل المشاريع المقدمة من الدول، وفقاً لأسس ومعايير فنية مختلفة، من أهمها ضرورة احتواء المشروع على ابتكارات تقنية، إضافة إلى إمكانية تكرار المشروع المقترح في عدة مناطق مختلفة، وكذلك توفير الطاقة المستدامة، وتحقيق المشاريع فوائد اجتماعية واقتصادية وفنية وتجارية.
الشراكة مع دول جزر المحيط الهادي
قام صندوق أبوظبي للتنمية بتمويل 11 مشروعاً للطاقة المتجددة في دول جزر المحيط الهادي «الباسيفيك»، وذلك من خلال «صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول المحيط الهادئ» الذي أطلقه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات في مارس/ آذار من عام 2013، والبالغة قيمته 50 مليون دولار، بهدف دعم مشاريع الطاقة المتجددة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على العديد من القطاعات الاقتصادية في تلك الجزر، وتحسين مستوى حياة سكانها.
وخلال الأعوام الماضية، استفادت من صندوق الشراكة الذي يقوم صندوق أبوظبي للتنمية بإدارته وتمويله 11 من دول المحيط الهادئ، شملت كلاً من: ولايات ميكرونيسيا المتحدة، فيجي، كريبياتي، ناورو، بالاو، جزر مارشال، ساموا، جزر سليمان، تونغا، توفالو وفانواتو.
وحققت المشاريع في دول المحيط الهادئ العديد من الآثار الإيجابية، سواء على الميزانيات الوطنية لتلك الدول، أو الحفاظ على بيئة نظيفة خاليه من الانبعاثات، ناهيك عن تعزيز إمكانات النمو في القطاعات الأخرى، حيث عملت مشاريع الطاقة الممولة على توفير ملايين الدولارات الناتجة عن شراء الوقود، والذي يعتبر الأعلى تكلفة على مستوى العالم في دول جنوب المحيط الهادئ، كما ساهمت مشاريع الطاقة في خفض العمليات التشغيلية، التي كانت تعتمد بشكل كبير على الوقود. كما عززت تزويد المناطق النائية بالكهرباء، بالإضافة لدورها الحيوي في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، وتوفير فرص عمل لأبناء تلك الدول.
ويعمل صندوق أبوظبي للتنمية كشريك استراتيجي في دعم عملية التنمية المستدامة مع حكومات تلك الدول، ومساعدتها على تخطي التحديات التنموية التي تواجهها، من خلال توفير التمويل اللازم لمشاريع الطاقة المتجددة، والاستفادة المثلى من وفرة الموارد الطبيعية لديها.
وقد ساهمت المشاريع التي أدارها الصندوق، وتم إنجازها من قبل شركة مصدر، في تحقيق قدر كبير من المنافع الاجتماعية والاقتصادية، من خلال تغذية الطاقة الكهربائية في تلك الدول، وتطوير الاقتصادات المحلية، وإيجاد فرص العمل، وتخفيض آثار التلوث والانبعاثات الضارة بالبيئة في الدول المستهدفة.
صحيفة الخليج