بعد أن حقق مشروع توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية في مساجد الزرقاء نجاحاً، انخفضت به فاتورة استهلاك الكهرباء بنسبة 99.8 %، ارتفع عدد المساجد التي تستخدم هذه الإنظمة من ثلاثة فقط العام الماضي إلى 70 حتى الربع الأول من العام الحالي، فيما تسعى “أوقاف الزرقاء” إلى تنفيذ مشروع لإعادة تدوير المياه الرمادية في مساجد المدينة وإعادة استخدام مياه الوضوء لأغراض ري حديقة المساجد، وفق مديرها يوسف الشبلي.
وقال الشبلي، إنه تم اختيار ثلاثة مساجد في المدينة لإعادة تدوير مياه “المتوضأ”، كتجربة أولى يمكن أن يتم تعميمها على جميع المساجد، حيث تم تزويدها بوحدات تنقية ومعالجة للمياه الرمادية واستخدامها للتشجير وتجميل المساجد، موضحا أن تكلفة هذه الإنظمة لا تتعدى 150 ديناراً، لكنها تسهم بخفض كمية الاستهلاك لتوفير قيمتها للإنفاق على المسجد ورعايته وصيانة مرافقه، إضافة إلى تجميل المساجد وزيادة الرقعة الخضراء.
ولفت الشبلي إلى دراسة سابقة أعدتها المديرية حول واقع استهلاك المياه في مساجدها، وتبين لها أن أحد المساجد يستهلك يوميا 15 مترا مكعبا، وهي كمية تفوق احتياجات المصلين، موضحاً أن المياه “الرمادية” مياه الوضوء لا تحتوي على الغائط ويمكن إعادة استخدامها وخاصة في الزراعة، من خلال معالجتها بطرق بسيطة.
وحول التوسع في مشروع استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية، قال إن المديرية بدأت العام الماضي بثلاثة مساجد من أصل 20، غير أن نجاح التجربة بشكل كبير رفع عدد المساجد خلال عام إلى 70 بكلفة تقدر بنحو مليون دينار، بينما تستعد عشرات المساجد للتحول إلى هذه الأنظمة وصولا إلى تعميم التجربة على كافة مساجد المحافظة التي تزيد فاتورة الكهرباء فيها على 50 دينارا شهريا، وصولا لأن تصبح نفقات الكهرباء في مساجد المدينة صفراً، وذلك لإنفاق الأموال في مجالات أخرى كالصيانة وتشجير المساجد إضافة إلى أبواب البر والإحسان.
وبين أن كلفة الأنظمة الشمسية الكهروفولتية تعتمد بشكل أساسي على قدرتها والتي تحسب بوحدة الكيلو واط بحدود (850 دينارا لكل كيلو)، وأن متوسط تكلفة النظام تبلغ زهاء 10 آلاف دينار 80% منها من خلال أموال التبرعات التي تجمعها لجنة المسجد، بينما تسهم الأوقاف بـ20 % من تكلفة النظام، إضافة إلى مساهمتها بتسديد فواتير الكهرباء المترتبة على المساجد قبل النظام” تبرئة ذمة”.
لكنه بين أن الوزارة تتجه إلى تحمل 50 % من تكلفة النظام الشمسي، بحيث تقوم بتنفيذ هذه الانظمة بعطاء مركزي وليس من خلال لجان المساجد.
وقال الشبلي إن المديرية تقوم بتتبع كمية التوليد والاستهلاك من هذه الانظمة في المساجد، والتي تتباين في بعض الأشهر بسبب الظروف الجوية من خلال نظام كمبيوتر، بحيث يمكن الدخول على نظام أي مسجد وقراءة بيانات النظام، وهي أنظمة فاعلة أسهمت في خفض فاتورة الكهرباء بشكل كبير، ضاربا مثلا بمسجد عمر بن الخطاب (أكبر مساجد الوسط التجاري) الذي انخفضت فاتورته من 5 آلاف دينار شهريا، إلى تسعة دنانير وفي بعض الأشهر دينارين.