انتقدت كبيرة علماء شؤون البيئة في الأمم المتحدة خطة الحكومة البريطانية لخفض الدعم الذي كان مخصصا لقطاع الطاقة المتجددة في البلاد.
وقالت البروفيسورة جاكي ماكغليد إن بريطانيا تعزف عن الطاقة النظيفة في الوقت الذي تُقبِل عليها بقية دول العالم.
وأضافت ماكغليد أن خفض الدعم الذي كان مخصصا للطاقة المتجددة، والذي اقترن بتقديم محفزات ضريبية لقطاع النفط والغاز، يرسل رسالة تبعث على القلق إلى قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ المقرر عقدها في باريس.
وتقول الحكومة البريطانية إنها ستحقق الأهداف التي حددتها بشأن انبعاثات الكربون بأكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة.
وقال متحدث باسمها إن الحكومة “تلتزم التزاما مطلقا بالعمل على إبرام اتفاق عالمي في باريس”.
“مخيب للآمال”
وقالت ماكغليد إن الحكومة البريطانية تخلت على ما يبدو عن قيادتها بشأن التغير المناخي، فيما تتخذ 150 دولة أخرى تعهدات غير مسبوقة للتحول إلى الطاقة النظيفة.
وقالت ماكغليد لبي بي سي “ما أراه في مختلف أنحاء العالم هو الهرولة نحو الاستثمار في الطاقة المتجددة. ولموازنة ذلك، عليك أن تعيد النظر في سحب الدعم والمحفزات الضريبية التي كانت مخصصة للوقود الأحفوري”.
وأضافت: “ما يخيب آمالنا هو أننا نرى أن دولا مثل المملكة المتحدة التي كانت تحتل مكانا رائدا في الحصول على المزيد من الطاقة المتجددة واستمرارها، نراها تتخذ الآن تدابير لسحب الدعم (عن الطاقة المتجددة) وتعزيز صناعة الوقود الأحفوري”.
وقالت ماكغليد إن هذه رسالة خاطئة إلى الدول الأخرى قبيل انعقاد قمة التغير المناخي في باريس، الشهر القادم، وإلى الاجتماع التحضيري المقرر عقده في مدينة بون الألمانية هذا الأسبوع.
“اقتصاد منخفض الكربون”
وتابعت كبيرة علماء شؤون البيئة في الأمم المتحدة قائلة “إنها إشارة خطيرة للغاية- إشارة سلبية لا نرغب في إرسالها”.
ومن غير المعتاد أن يوجه مسؤول كبير في الأمم المتحدة انتقاداته بشأن سياسات عضو رائد بمثل هذه الكلمات الصريحة.
وتعهدت الحكومة البريطانية بإعادة النظر في سياساتها بشأن الطاقة قريبا بهدف شرح كيفية تحقيق معدلات الكربون المستهدفة مع خفض تكاليف الطاقة المتجددة، بعد إنفاق أكثر من 1.5 مليار جنيه إسترليني من الميزانية التقديرية المخصصة للطاقة النظيفة.
ويقول وزراء إنه يتعين على الحكومة تخفيض تكاليف الطاقة.
ويطالب الوزراء بإطلاق مشاريع جديدة لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على الرغم من أن وزارة الصناعة تقول إنه من المستحيل القيام بذلك في الوقت الراهن.
ومنذ إعلان الحكومة البريطانية عن خفض دعمها للطاقة المتجددة في الصيف الماضي، انهارت ثلاثة شركات لإنتاج الطاقة الشمسية.
وفقد أكثر من 1000 شخص وظائفهم في صناعة الطاقة النظيفة، وبدأ المستثمرون الانصراف إلى بلدان أخرى بعيدا عن المملكة المتحدة.
وقال متحدث باسم وزارة الطاقة وتغير المناخ “(نحن) ملتزمون التزاما مطلقا بالعمل على إبرام اتفاق في باريس، وهو ما سيوفر أرضية عادلة للشركات، وقيادة الإبداع ونمو الاقتصاد منخفض الكربون”.
وأضاف أن الدعم أدى إلى تقليص نفقات الطاقة المتجددة، وهو ما دفع عددا أكثر من المتوقع إلى الاعتماد على المصادر التكنولوجية، مثل الألواح الشمسية.
بي بي سي