ذكرت مصادر رسمية في تايوان أن عدد القتلى في الانهيارات الطينية الناجمة عن الإعصار موراكوت وصل إلى 300 شخص في تقديرات أولية قبل فتح الطرق المؤدية إلى المناطق المنكوبة. وطلبت الحكومة مساعدات دولية لمواجهة تداعيات الكارثة.
فقد أوضح رئيس مكتب الإعلام الحكومي في تصريح الجمعة أن مسؤولين حكوميين أشاروا في تقرير للرئيس ماينغ جو أن التقديرات الأولية تشير إلى مقتل 300 شخص جراء الانهيارات الطينية التي تسببت فيها الأمطار الغزيرة المصاحبة للإعصار موراكوت في قرية هسياو لين والمناطق المحيطة بها بجنوب البلاد.
وأوضح المتحدث أن التقرير أكد صعوبة تحديد عدد الضحايا بدقة في الوقت الراهن في انتظار قيام الجيش بفتح الطرق إلى المناطق المنكوبة وإرسال فرق للتحقق من الخسائر البشرية والمادية بسبب الفيضانات والانهيارات الطينية التي نجمت عن الأمطار الغزيرة المصاحبة لإعصار موراكوت الذي اجتاح المنطقة الجنوبية من تايوان أوائل الأسبوع الماضي.
تقديرات أخرى
بيد أن مصادر رسمية أخرى تحدثت عن عدد يفوق هذه التقديرات حيث قال ممثل قرية هسياولين في مجلس مقاطعة كاوهسيونغ إن تقديراته -وفقا لأهالي القرية- تشير إلى أن عدد القتلى يصل إلى ستمائة شخص، مشيرا إلى أن 90% من منازل القرية تحولت إلى ركام.
كما ذكرت مصادر أخرى أن العديد من المنازل في القرى المجاورة جرفتها الانهيارات الطينية ولا يزال مصير سكانها مجهولا حتى الآن، وسط انتقادات حادة للحكومة بسبب تباطؤها في التعامل مع الكارثة وعدم إرسالها المروحيات لإنقاذ سكان المناطق الجبلية في وقت مبكر.
وكان رئيس الحكومة ماينغ قد قوبل خلال جولته التفقدية على المنطقة المنكوبة الأربعاء الماضي بصيحات الاستهجان والعبارات التي وصفت حكومته بأنها “عاجزة عن القيام بواجباتها” في مساعدة وإنقاذ مئات السكان في القرى الجبلية النائية الذين دفنوا أو تقطعت بهم السبل في أعقاب الإعصار.
الحصيلة الرسمية
يذكر أن الحصيلة الرسمية التي أعلنتها هيئة الكوارث الطبيعية في تايوان تحدثت عن مقتل 116 وفقد 59 شخصا وإصابة 25 آخرين، فيما تقدر الخسائر المادية في القطاع الزراعي بأكثر من 300 مليون دولار الأميركي لتكون بذلك ثاني أكبر خسارة في تاريخ الجزيرة.
وكانت الحكومة التايوانية قد طلبت رسميا الخميس مساعدات دولية لمواجهة تداعيات الكارثة التي لم تشهد البلاد مثلها منذ خمسين عاما.
وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان رسمي إن البلاد بحاجة لمعدات ومواد لتطهير الطرق وانتشال الجثث وإيواء الناجين بالإضافة إلى مروحيات وطيارين لنقل هذه المواد، وإنها أبلغت الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا وأستراليا ودولا أخرى باحتياجاتها العاجلة.
في هذه الأثناء أكدت مصادر رسمية تايوانية أن الحكومة تلقت تبرعات مالية عاجلة من الصين والولايات المتحدة واليابان وسنغافورة، وهونغ كونغ كمساعدات لضحايا الفيضان، كما أرسلت سنغافورة طائرة شحن مستأجرة تحمل مواد غذائية وأدوية بقيمة 50 ألف دولار سنغافوري أي ما يعادل 35 ألف دولار أميركي.