قالت الكاتبة المتخصصة في مجال العلوم، جولي بيروالد، إن قناة السويس التي من المتوقع أن تجلب لمصر 5 مليار دولار في العام إضافة إلى الاستحواذ على 10% من حركة الشحن العالمية، ستمثل ممرا رئيسيا للعديد من الكائنات الدخيلة.
وأضافت بيروالد في مقالها المنشور بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم الجمعة، أن تلك الكائنات تمثل خطرا كبيرا على استقرار النظام البيئي في المنطقة والتعدد البيولجي فيها، مشيرة إلى أن مشروع القناة يمضي العمل فيه من دون اتخاذ أي اعتبارات بيئية في الحسبان.
وتطرقت الكاتبة إلى بحث أعده 18 عالما عن “الغزو البيولوجي” وافتقار الرؤية البيئية، وقالت فيه العالمة بيلا جاليل من المعهد الإسرائيلي لعلوم المحيطات: “نحن نقامر بحوض البحر المتوسط بأكمله”.
وتابعت بيروالد بأن حفر القناة الجديدة سيؤدي إلى تدفق كم كبير من الكائنات البحرية الدخيلة، إلى بيئة البحر المتوسط الذي تشهد درجة حرارته ارتفاعا، ما يعني أنه سيمثل بيئة مناسبة لتكاثر هذه الكائنات القادمة من البحر الأحمر، مثل قناديل البحر الحمراء التي تتمكن مجموعات منها من الامتداد لمسافة 60 ميلا، وتسبب مصاعب كبيرة لصيادي الأسماك، وبخاصة في أثناء موسم تكاثرها كما أنها تدفع المصيفين إلى عدم استخدام الشواطئ ما يعني خسارة قطاع السياحة الشاطئية لملايين الدولارات حسبما تقول الكاتبة.
وضربت الكاتبة مثالاً أخر عن المخاطر البيئية الناتجة حيث تقول إن السمكة الفضية ذات البالون، نجحت في العبور إلى البحر المتوسط في 2003، وهي كائن متوحش يحتوي على سم يمكنها من شل ضحيتها وقتلها. وأضافت أن العديد من حالات التسمم بين سكان المناطق الساحلية في مصر وإسرائيل وتركيا واليونان، حدثت بسبب هذه السمكة القادمة من البحر الأحمر.
وتقول الكاتبة إن الاعتبارات البيئية لن توقف العمل في قناة السويس، الذي يمضي بسرعة تصفها بالكبيرة، ولكنها تستنكر تجاهل من خططوا لمشروع القناة، لأي دراسات بيئية لحساب المخاطر الناتجة وتقييمها وتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها.
ودعت الكاتبة المسؤولين عن المشروع إلى النظر بجدية لهذه المخاطر، مقترحة إنشاء “حاجز ملحي” يمنع كائنات البحر الأحمر من التوجه ناحية البحر المتوسط، كما دعت الأمم المتحدة للضغط على مصر لبدء تقييم للآثار البيئية الناتجة عن المشروع، في ضوء المعاهدة الخاصة بالتعددية البيولوجية.
زياد مكي
دوت مصر