أصبح في الإمكان الآن رؤية الآثار المتوقعة منذ فترة طويلة لظاهرة الاحتباس الحراري في بعض أجزاء من العالم. حيث حذر العلماء من قبل من أن الاحتباس الحراري من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم وزيادة الموجات الحارة، وهطول الأمطار بغزارة. وهذا ما حدث في العام 2012، وفقاً لعلماء المناخ.
حيث أشارت دراسة حديثة أجريت مؤخراً من قبل مجموعة من العلماء إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى زيادة طاقة الغلاف الجوي للأرض. ومن خلال الاستعانة ببعض النماذج الحاسوبية، توصل العلماء إلى أن نتيجة ذلك ستتمثل في تقلبات كبيرة وعلى نطاق واسع في درجات الحرارة، بالإضافة إلى هطول الأمطار الذي من شأنه أن يغير من أنماط الرياح السائدة.
وخلال الدراسة، قام العلماء بدراسة العديد من الظروف الجوية القاسية خلال العام 2012، ووجدوا أن السبب الجزئي في حدوث ذلك هو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الحابس للحرارة والناتج عن حرق الوقود الأحفوري. ومع ذلك، فقد توصلت الدراسة أيضاً إلى أن بعض الظروف المناخية المتطرفة مثل جفاف الغرب الأوسط (جفاف ولايات الغرب الأمريكي)، كانت جزء من أحد الأنماط الطبيعية.
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة قد نُشِرت في النشرة الخاصة بالجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية. وتكون البحث من سلسلة مكونة من 19 دراسة، وأُجري من قبل 18 فريقاُ من العلماء.
ومن جانبه، قال توماس آر كارل، مدير المركز الوطني للبيانات المناخية في آشفيل في نورث كارولينا، أن الظروف المناخية المتطرفة قد وقعت على الأرجح بغض النظر عن تغير المناخ، مشيراً إلى أن أهمية هذا البحث تأتي من خلال فهم الأشياء التي يمكن لتغير المناخ أن يضيفها أو لا يضيفها لأي ظرف مناخي متطرف.
وأشار العلماء إلى أنه على الرغم من أن ظاهرة الاحتباس الحراري تساهم في حدوث بعض الظروف المناخية المتطرفة، لكن التقلبات والتغيرات الطبيعية لا تزال العامل الأساسي في حدوث أي ظرف مناخي فردي متطرف.
وأضاف علماء المناخ أن انخفاض رقعة الغطاء الجليدي في القطب الشمالي في العام الماضي يعود إلى الاحتباس الحراري بشكل جزئي، بينما الأمطار الغزيرة في شمال أوروبا، اليابان والصين كانت نتاج لبعض التقلبات والتغيرات الطبيعية.
المجلة العلمية العربية