هناك إجماع لدى خبراء التنوع الحيوي على أن استمرار وتيرة حرائق الغابات في المنطقة المتوسطية على ما هي عليه اليوم سيحولها عما قريب إلى منطقة شبه صحراوية. وسيكون الأمر كارثة بالنسبة إلى التنوع الحيوي.في منتصف القرن الماضي كانت الغابات تغطي اثنين وثمانين في المائة من مساحة المنطقة المتوسطية. واليوم لا تتجاوز هذه النسبة 17 في المائة. ويعزى ذلك لعدة أسباب أهمها الأنشطة البشرية. فسكان المتوسط حولوا جزءا هاما من المساحات التي كانت تكسوها الغابات إلى حقول ومراع ومناطق سكنية مخصصة بشكل خاص للأثرياء والسياح. بل إن حرائق الغابات المتوسطية التي يشتد لهيبها في فصلي الصيف والخريف ناتجة عموما عن رغبة المتوسطيين في الحصول على مزيد من الحقول والمراعي والمنازل الفاخرة والفنادق السياحية على حساب البيئة.
وفي حال عدم إلجام هذه الرغبة ستتحول المنطقة عما قريب في ظل التغيرات المناخية القصوى إلى منطقة شبه صحراوية.
وفي تعزيز الاستمرار في الاستجابة إلى هذه الرغبة ستتحول الغابات المتوسطية من نعمة إلى لعنة. وهذا ما تؤكده أرقام حولها إجماع لدى المتخصصين في التنوع الحيوي. فبالرغم من أن مساحة المنطقة المتوسطية تساوي واحدا فاصل ستة في المائة فقط من مساحة الكرة الأرضية، تؤوي المنطقة لوحدها قرابة عشرة في المائة من المخزون النباتي العالمي. وفي هذا الموروث 25 ألف نوع نباتي.
ويقول المتخصصون في التنوع الحيوي إن استمرار وتيرة نشوب حرائق الغابات هذه مثلما هي عليه الحال اليوم سيعزز فعلا فرضية تحول المنطقة المتوسطية عما قريب إلى منطقة شبه صحراوية. ففي كل عام تقريبا يقارب عدد هذه الحرائق خمسين ألف حريق. وفي كل سنة تأتي هذه الحرائق على مساحات خضراء تتراوح بين سبع مائة ألف ومليون هكتار.
فرانس 24