ذكرت دراسة بدورية “الطبيعة التغير المناخي” ان الظواهر الجوية العنيفة خلال العقد الماضي زادت وكانت على الارجح نتيجة ارتفاع درجة حرارة الارض الناجم عن النشاط الانساني بحسب ما ذكرت وكالة رويترز للانباء.
واستعان علماء في معهد بوتسدام لابحاث المناخ والفيزياء بتحليلات احصائية ومحاكاة الكترونية للربط بين هطول امطار غزيرة وموجات حر من جانب وبين ارتفاع درجة حرارة الارض من جانب اخر. وكانت العلاقة بين ارتفاع الحرارة وبين العواصف اقل وضوحا.
وذكرت الدراسة “من المرجح جدا ان العديد من الموجات القاسية غير المسبوقة خلال العقد الماضي لم تكن لتحدث لولا ارتفاع درجة حرارة الارض بفعل النشاط البشري.”
وكانت السنون العشر الماضية الاعلى على الارجح في درجات الحرارة على مستوى العالم منذ الف عام على الاقل. وكان العام الماضي العام الحادي عشر في قائمة الاعوام الاشد حرارة في التاريخ وفقا لما قالته منظمة الارصاد الجوية العالمية يوم الجمعة.
وموجات الطقس الشديدة مدمرة في تأثيراتها وقد أثرت على كافة مناطق الارض تقريبا. وتشمل هذه الموجات الفيضانات وفصول الصيف ذات الحرارة شديدة الارتفاع باوروبا والرقم القياسي للعواصف المدارية واعاصير المحيط الاطلسي عام 2005 واشد فصول الصيف حرارة في روسيا عام 2010 منذ 1500 وايضا اسوأ موجة فيضان تضرب باكستان على الاطلاق.
وفي العام الماضي وحده شهدت الولايات المتحدة 14 ظاهرة مناخية تسببت في خسائر قدرت اثار الواحدة بأكثر من مليار دولار.
وتقول الدراسة ان كثرة الموجات الشديدة ليس امرا طبيعيا.
وحتى خلال الفترة بين 13 و19 مارس حطمت الارقام القياسية لاعلى درجات حرارة مسجلة في اكثر من الف مكان بامريكا الشمالية.
وبالنسبة لبعض انواع الظواهر المناخية العنيفة توجد اسباب فيزيائية تفسر سبب زيادتها في الفترة الحالية التي تشهد ارتفاع درجة حرارة الارض. وعلى سبيل المثال تقول الدراسة انه اذا ارتفع متوسط درجات الحرارة تزداد بدورها عدد موجات الحر.
ويمكن ايضا للظوهر المناخية الاعتيادية مثل النينو وظاهرة “لا نينا” ان تسبب ارتفاعا في درجات الحرارة او تزيد الترسيب الذي يؤدي بدوره الى وقوع فيضانات.
وشهدت الاعوام الاخيرة عددا كبيرا بشكل استثنائي في موجات الحرارة القياسية والمدمرة في عدة مناطق على الارض. وترى الدراسة ان الكثير من هذه الموجات ان لم تكن اغلبها لم تكن لتحدث لولا ارتفاع درجة حرارة الارض.
وفي الفترة الراهنة تشهد الولايات المتحدة واستراليا نحو ضعف عدد ايام الحرارة المرتفعة المسجلة كما تضاعفت تقريبا مدة موجات الحرارة في الصيف باوروبا الغربية وزاد تكرار ايام حارة بواقع الثلاثة اضعاف تقريبا خلال الفترة من عام 1880 وحتى عام 2005.
وتشهد مساحة 10 في المئة تقريبا من كل اليابسة فصول صيف شديدة الحرارة مقارنة بنحو 0.1 – 0.2 في المئة خلال الفترة بين 1951 و1980 وفقا لما تقوله الدراسة.
واضافت الدراسة ان العلاقة بين العواصف والاعاصير من جهة وارتفاع درجة حرارة الارض ليست قاطعة لكنها اوضحت انه يمكن نسب بعض من احدث موجات الامطار الغزيرة الاخيرة لتأثيرات بشرية على المناخ.
رويترز