ضربت منطقة الخليج العربي منذ أيام عاصفة رملية خصوصاً في المملكة العربية السعودية والكويت وبعض مناطق العراق، التي لم تنج المستشفيات هناك من آثارها. إضافة إلى الآثار السلبية على الإنتاج الزراعي والعواقب الاجتماعية والإقتصادية. ما يلقي بتبعات ضارّة على الصحة النفسية تتجلى في توتر نفسية الإنسان، وهكذا تضعف انتاجيته وتتدهور صحته البدنية.
هناك بعض الأراء التي تفسر هذا الظاهرة بسبب” دورة الفصول”، وهناك بعض الآراء التي تعزي هذه الظاهرة النادرة إلى “تأثيرات حرب الخليج الثانية على البيئة، نتيجة استعمال القنابل وحركة الجيوش القوية على تربة هي أصلاً هشة تفتقر الغطاء النباتي”، الذي يساعد على تثبيت التربة. تكشف العاصفة الترابية هذه، عدم وجود سياسات منظّمة لحمايىة البيئة والجهل بحركة الطبيعة.
كما تشير إلى غياب وسائل الرصد العلمي والتوقعات المناخية. على صعيد السياسات البيئية في العراق مثلاً. يتم التغاضي عن مشروع الحزام الأخضر وخصوصاً في المناطق الجنوبية، وهو سوف يساعد على تأهيل مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية، ويؤدي إلى تلطيف المناخ والنهوض بعائدات الزراعة إقتصاديا، كما يساعد على ازدهار الصحة النفسية للمواطن.
اللافت في المناطق الجنوبية هو زحف الرمال حتى الى الطرقات مؤدياً تزايد الحوداث المرورية. وفي جانب متصل بالتغيرات المناخية، تشير دراسىة لمعهد بوتسدام الألماني لدراسة التأثيرات المناخية بالتعاون مع جامعة كومبلوتينسا إلى أن إرتفاع درجة حرارة الأرض سوف يضرّ بالغطاء الجليدي في جزيرة غرينلاندش، وهناك مخاوف حقيقية بذوبان كامل الغطاء الجليدي في حال ارتفاع درجة الحراة على ما هي عليه الآن بزيادة درجتين ما يقود إلى إرتفاع مناسيب المياه في البحار والمحيطات مهدّدة حياة الاف البشر.
ثمة جهل مؤسساتي ومجتمعي في تقدير ما للتأثيرات المناخية من عواقب وخيمة، ليس على صحة الإنسان فحسب، إنما على واقعه الإقتصادي والمجتمعي. وهكذا يتضاعف حجم الآثار السلبية الذي سيقود إلى اهدار طاقات بشرية وإقتصادية في حال معالجتها.
المصدر: إيلاف