كشف التقرير السنوي للبرنامج الدولي Copernicus Ocean، الذي أعده 120 عالماً يمثلون أكثر من 30 دولة، عن انخفاض حجم جليد القطب الشمالي إلى أدنى مستوى خلال العامين الماضيين.
وتشير مجلة Journal of Operational Oceanography، إلى أنه خلال العقد الماضي، انخفض مستوى جليد القطب الشمالي بنسبة 13 في المئة مقارنة بعام 1979، وانخفض متوسط سماكة طبقة الجليد في بحر بارنتس بنسبة 90 في المئة.
ووفقاً للخبراء، يحصل المحيط المتجمد الشمالي على 4 في المئة من مجمل احترار المحيط العالمي. وتسارع ذوبان الجليد، سيؤدي فعلاً إلى فيضانات وتغيُّر تركيب أنواع النباتات والحيوانات البحرية. وهذا ما حصل في مدينة البندقية خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2019، وكذلك ارتفاع منسوب المياه في وسط وجنوب البحر المتوسط. كما تسبب هذا في انخفاض أعداد بعض أنواع الأسماك مثل السمك المفلطح (الرساف الأوروبي) والكركند الأوروبي والسبوج (السمك الصخري) وغيرها.
وتقول كارينا فون شكمان، رئيسة الفريق، من مؤسسة Mercator Ocean International، “تغيُّر المناخ والتلوث والإفراط في استخدام الموارد البحرية، يشكل ضغوطاً كبيرة على المحيط المائي، ما يتطلب إجراءات للتكيُّف عاجلة ومستدامة. واعتبار المحيط عاملاً أساسياً في نظام الأرض وفهم الطبيعة المتعددة الأبعاد والمترابطة للمحيطات هو أساس مستقبل مستقر”.
ويسلط الخبراء في تقريرهم الضوء على التأثير الكبير للتغيُّرات المناخية في المحيط. فمثلاً خلال أعوام 1993-2019 بلغ معدل ارتفاع درجة حرارة المحيط 0.015 في السنة. ولوحظ تدهور في مؤشرات أخرى. فمثلاً انخفض مستوى الأوكسيجين في مياه البحر الأسود خلال أعوام 1955-2019 بسرعة 0.16 مول/متر مربع/سنة.
وتقول فون شكمان، “تساعد الأدوات والتقنيات المستخدمة، بما في ذلك أنظمة الإنذار والتنبؤ وبرامج المراقبة في الوقت الفعلي، على حماية البيئة البحرية والبنية التحتية الاقتصادية، وتطوير تدابير التكيُّف، والتخطيط والسيطرة على الظواهر الشاذة في المحيطات”.
نوفوستي