في أشمل مراجعة من نوعها حتى الآن قال خبراء يوم الخميس إن من المتوقع تناقص أعداد الدب القطبي بنسبة تتجاوز 30 في المئة في منتصف القرن الحالي حيث ستؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ذوبان جليد القطبين الشمالي والجنوبي.
وأشارت تقديرات تضمنها تقرير أصدره الاتحاد الدولي لصون الطبيعة إلى وجود ما بين 22 ألفا و31 ألفا من الدب القطبي في القطبين وقال التقرير إن أعداد هذا الحيوان مرشحة للتراجع بصورة متزايدة مع انكماش أماكن معيشتها.
وقال انجر اندرسن المدير العام للاتحاد الدولي لصون الطبيعة في الدراسة التي تستند إلى احصاءات معدلة لأعداد الدب القطبي وتوقعات حديثة للمسطحات الجليدية منذ نشر نتائج دراسة سابقة جرت عام 2008 “سيواصل تغير المناخ تهديده الخطير لحياة الدب القطبي في المستقبل”.
ويضم الاتحاد الدولي لصون الطبيعة علماء وخبراء حكوميين وغيرهم.
وقال التقرير إنه من المرجح بصورة كبيرة “ان تتناقص أعداد الدب القطبي في العالم بنسبة تتجاوز 30 في المئة خلال الفترة من 35 إلى 40 عاما” وهي نتائج تعضد ما تضمنه تقرير عام 2008 .
وطالب اندرسن نحو 200 دولة -يجتمع زعماؤها في قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ في باريس خلال الفترة من 30 نوفمبر تشرين الثاني الجاري وحتى 11 ديسمبر كانون الأول القادم- بالحد من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري للسيطرة على ذوبان الجليد.
وازدهرت أعداد الدب القطبي في بعض المناطق خلال السنوات الأخيرة بسبب الحماية الملائمة وحظر صيده لكن التقديرات الخاصة بأعداده الاجمالية خلال العقود السابقة يكتنفها الغموض.
وقال التقرير إن انكماش الغطاء الجليدي -الذي سجل في سبتمبر أيلول عام 2012 أشد تراجع منذ بدء سجلات الأقمار الصناعية- سيجعل من الصعب على الدب القطبي صيد الفقمة وهي غذاؤه المفضل بالمناطق الجليدية.
وقال الاتحاد الدولي لصون الطبيعة إن قائمة المحظورات من الحيوانات والنباتات التي يعكف على جمعها وتصنيفها انتهت إلى وجود 23250 نوعا مهددا بالانقراض من بين 79837 نوعا تم تقييمها حتى الآن فيما صنف الدب القطبي على انه معرض للخطر وهي أقل فئة على مقياس ينتهي بالأنواع المهددة بالانقراض.
كان مديرو الحياة البرية في الولايات المتحدة اصدروا في الآونة الاخيرة مسودة خطة للقضاء على مشكلة تناقص أعداد الدب القطبي الذي يتهدده ذوبان الجليد في بحيرات القطب الشمالي الناجم عن ظاهرة الاحترار. وتقضي الخطة بان تبذل الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية جهودا حثيثة لخفض مستويات غاز ثاني اكسيد الكربون والملوثات الأخرى في الغلاف الجوي للأرض وهي الانبعاثات الغازية الناجمة عن حرق الوقود الحفري.
ويصل طول الدب القطبي إلى 3.35 متر ويزن 636 كيلوجراما ويستخدم الجليد الطافي على سطح البحيرات كمنصات لاصطياد فرائسه المفضلة من حيوانات الفقمة ذات الحلقات أو للتزاوج أو السفر إلى مسافات طويلة بسرعة دون استهلاك مخزونه المهم من الطاقة في السباحة لمسافات بعيدة.
ومن بين التحديات التي يواجهها الدب القطبي عمليات التنقيب عن النفط والغاز واصطياده على أيدي السكان الأصليين وهي عوامل تصبح ذات أثر ضئيل إذا ما قورنت بفقدان الغطاء الجليدي.
رويترز