ذكرت دراسة دولية أن حرق كل احتياطيات الوقود الأحفوري في العالم قد يذيب الغطاء الجليدي للمنطقة القطبية الجنوبية بأكمله ويرفع مستويات مياه البحار في العالم أكثر من 50 مترا خلال آلاف السنين.
وذوبان من هذا القبيل والذي سيقضي أيضا على الغطاء الجليدي الأصغر بكثير في جرينلاند هو أسوأ حالات التغير المناخي والتي ستُغرق مدنا تمتد من نيويورك إلى شنغهاي وتغير خرائط العالم مع تغطية المياه لمعظم هولندا أو بنجلادش أو فلوريدا.
وقال العلماء في دورية “ساينس أدفانسيس” إن “حرق موارد الوقود الأحفوري التي يمكن الحصول عليها في الوقت الحالي يكفي للقضاء على الغطاء الجليدي(للمنطقة القطبية الجنوبية).”
وتحتوى المنطقة القطبية الجنوبية على جليد يعادل ارتفاعا في منسوب مياه البحر قدره 58 مترا.وأضافوا إنه حتى الانبعاثات الحالية من النفط والفحم والغاز الطبيعي يمكن أن تجعل الغطاء الجليدي لغرب القطب الجنوبي غير مستقر اذا استمرت لفترة تتراوح بين 60 و80 عاما. ويمثل هذا ما يتراوح فقط بين ستة وثمانية في المئة من احتياطيات الوقود الأحفوري.
وقالت ريكاردا فينكيلمان كبيرة معدي الدراسة وهي من معهد بوستدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا لرويترز “ما نفعله الآن قد يغير وجه الأرض للألفية المقبلة.”وستستضيف فرنسا اجتماع قمة لنحو 200 دولة في الفترة من 30 نوفمبر تشرين الثاني إلى 11 ديسمبر كانون الأول لبحث سبل مكافحة التغير المناخي وذلك إلى حد ما بالتحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة.
وقدرت الدراسة أن فرض قيود على الانبعاثات لقصر ارتفاع درجة الحرارة على درجتين مئويتين قد يحد من ارتفاع منسوب مياه البحار على المدى البعيد إلى بضعة أمتار . وارتفع منسوب مياه البحر نحو 20 سنتيمترا منذ عام 1900.
وقال كين كالديريا وهو أحد معدي الدراسة من معهد كارنيجي الأمريكي في بيان “إذا لم نتوقف عن التخلص من نفايتنا من ثاني أكسيد الكربون في الجو فإن الأرض التي يعيش عليها الآن أكثر من مليار نسمة ستصبح يوما ما تحت الماء.”
وقال هيئة الارصاد الجوية الوطنية الأمريكية إن ذوبان قدر كبير من القطب الجنوبي أمر بعيد حتى مع ارتفاع معدلات درجة الحرارة . وبلغت درجة الحرارة في القطب الجنوبي يوم الجمعة 71 درجة مئوية تحت الصفر.
ولكن فينكيلمان قالت إن تدفق الجليد في اتجاه المحيط قد يقلل في نهاية الأمر من سمك الجليد الذي يبلغ 2700 متر عند القطب معرضا السطح لدرجات حرارة أكثر ارتفاعا.
رويترز