فيما تحلق بطائرة خفيفة على ارتفاع آلاف الامتار فوق مزارع جزيرة تسمانيا الاسترالية تتأهب كريستينا نيبيل لاطلاق جزيئات كيميائية في اطار مشروع للأمطار الصناعية تشير التقديرات الى انه سيسهم في زيادة هطول الامطار على الجزيرة بنسبة 5 في المئة على الأقل.
يجئ هذا المشروع ضمن موجة عالمية من الاهتمام المتجدد بهذه التكنولوجيا العتيقة فيما يضرب الجفاف مناطق تمتد من الولايات المتحدة وحتى الفلبين في حين تشير الدلائل الى تزايد احتمالات حدوث ظاهرة النينيو المناخية في اواخر العام الجاري ما ينذر بان الاسوأ قادم لا محالة.
وقالت نيبيل المسؤولة عن السحب والامطار الصناعية بشركة (هيدرو تسمانيا) للطاقة المتجددة “نتطلع الى ايجاد جبهات تعبر تسمانيا”.
وإذا سنحت الظروف فستقوم نيبيل باطلاق كميات صغيرة من مركب يوديد الفضة الذي يكتسب خاصية جذب جزيئات الماء ما يشجع على تكون السحب على أمل سقوط الامطار.
وتحظى تسمانيا بظروف شبه مواتية لاتمام مثل هذه العملية لان السحب بها تحتوي على كميات كبيرة من بخار الماء البارد القادم من جنوب المحيط الهادي ما يعني ان فرص نجاح البرنامج -الذي ترجع جذوره الى ستينات القرن الماضي- يتعذر تكرارها في مناطق أخرى.
غير ان خبراء الغلاف الجوي يقولون إن هذه التقنية تتمتع بتأكيد متجدد فيما تضررت الحكومات من درجات الحرارة اللافحة وتزايد اعداد السكان كما ان تدني تكلفة هذه التقنية قد يزيد من انتشارها مستقبلا.
وتشير نتائج الابحاث الى ان الأمطار الصناعية في الشتاء تجئ بنتائج أفضل بالنسبة الى الفصول الأخرى.
وفي حين ان معظم برامج السحب الصناعية في العالم محدودة وليس من المرجح ان يكون لها اي مردود كبير تنفذ الصين برامج واسعة النطاق.
واطلقت بكين هذا البرنامج عام 1958 واجرت دراسات مستفيضة في مجال الأمطار الصناعية وتهدف الى انتاج 60 مليار متر مكعب منها كل عام بحلول عام 2020 فيما تسعى الى مكافحة النقص المزمن في المياه.
يقول الباحثون إن تكلفة السحب الصناعية ظلت إحدى العقبات الرئيسية التي تحد من استخدامها ومنها الامور المتعلقة باسعار الوقود اذ يتطلب الامر القيام برحلات جوية متعددة فيما تجري ابحاث للاستعانة بطائرات بلا طيار ما يحد من التكلفة.
رويترز