قالت دراسة نشرها المعهد القومي الأمريكي للجو والبحار الجمعة، إن التبدلات المناخية العنيفة التي ظهرت في عدة دول مؤخراً لديها سبب مباشر هو ارتفاع الحرارة في القطب الشمالي، والذي بدأ تأثيره يمتد أكثر فأكثر نحو الجنوب.
وذكرت الدراسة، التي عمل عليها 69 عالماً من حول العالم، أن هناك “أدلة تشير إلى أن ارتفاع حرارة الهواء في المناطق الدنيا من القطب خلال فصل الخريف الحالي، تؤدي إلى تبدلات في تحركات التيارات الهوائية في القطب والمناطق التي تقع إلى جنوبه.”
وقالت الدراسة، إن موجات البرد القارص وتزايد تساقط الثلوج في بعض المناطق هو بسبب هذه الظاهرة.
وأضافت الدراسة: “إلى جانب التأثير الذي تفرضه تلك التبدلات على حياة البشر والحيوانات الموجودة في بيئتها الطبيعية، فإن ارتفاع حرارة القطب يتسبب في تقليص الغطاء الجليدي الموجود في البحر القطبي، ما سيكون له تداعيات على الأنظمة البيولوجية حول العالم.”
يشار إلى أن المعهد القومي الأمريكي للجو والبحار يقوم كل عام بقياس حجم الدائرة القطبية في شهر سبتمبر/أيلول، لأنه الشهر الذي تكون فيه تلك الدائرة عند أدنى مستوياتها.
وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية لهذا العام أن حجم الجليد الموجود هو بين الأدنى منذ بداية الرصد عام 1979.
وذكر المعهد أيضاً أن مستويات ما يعرف بـ”الجليد الجديد” في تزايد كل عام، ما يعني أن هناك مساحات لم تعد تشهد غطاء جليدياً على مدار السنة، بل بات الأمر يقتصر على أشهر الشتاء، ليعود الغطاء إلى الذوبان بعد ذلك.
يذكر أن مناطق عديدة في العالم شهدت تقلبات مناخية قاسية أكثر من المعتاد هذه السنة، حيث سادت موجات من الجفاف والحرارة في روسيا وأوروبا، بينما حصلت فيضانات مدمرة في دول آسيوية عديدة، على رأسها باكستان.