مساهمة منهم في الحفاظ على البيئة، يقوم كثير من الناس بتربية النحل. لكن أغلب الخبراء يحذرون من ذلك، لأن تربية النحل تتطلب خبرة كافية، وهو ما لا يتوفر عليه الكثيرون ما يمكن أن يجعل من المحافظة على البيئة إخلالا بها.
أصبحت تربية النحل موضة تتناسب تماما مع الوعي البيئي الذي نعيشه في الوقت الحالي. ويعتمد النحل بالأساس في تغذيته على الرحيق وحبوب الطلع التي يكتسبها من النباتات والأزهار التي أصبح من الصعب على النحل الحصول عليها خاصة في الحقول المزروعة.
ونتيجة لهذا التطور ارتفعت تربية النحل في المناطق الحضرية. لكن تربية النحل في شرفات المنازل دون امتلاك الخبرة اللازمة، يُمكن أن يُخِّلَّ بالبيئة ويجعل من تربيته تجارة خاسرة.
تربية النحل تستدعي أخذ دورات تدريبية
يُورغن هيلر مُرب هاو متعطش لتربية النحل، وهو يربي منذ ما يقرب من أربع سنوات خليات للنحل في حديقة منزله. فالمهندس المتقاعد اكتسب الكثير من المعلومات عن تربية النحل ونمط حياته رغم أن ليس له تدريب مهني يُذكر.
واكتسب هيلر المعارف اللازمة عن تربية النحل من الكتب التي قرأها ويوصي بالمشاركة في الدورات التي تقدمها جمعيات مربي النحل ونصائح الخبراء.
في الشتاء الماضي فقد هيلر خلية نحل بأكملها، ويعتقد هيلر أنه ربما أن سبب ذلك قد تكون حشرات “فاروا” المدمرة.
وبإمكان هذه الطفيليات فعلا القضاء على خليات كاملة من النحل، هذه المشكلة تثير اهتمام مربي النحل المحترفين والباحثين العلميين أيضا.
ولاستيعاب هذه الظاهرة، يوصي المختصون في هذا القطاع بتعلم تقنيات جديدة، ما دفع بهيلر لحضور دورة تدريبية لمكافحة طفيليات “الفاروا”.
ويقول أندري هام عالم مختص في البيئة الحيوانية وباحث في النحل من جامعة بون الألمانية: “مهمة مربي النحل هي حماية خلية النحل والمحافظة عليها وكل شيء يجب أن يتماشى مع جدول زمني معين”.
ويُقدم هام خلال فترة العطلة الصيفية دورات نظرية وعملية عن تربية النحل تعرف حضورا قويا.
المبيدات تتسبب في اندثار النحل
من أين يأتي كل هذا الاهتمام المتزايد بالنحل؟ بيتر روزنكرانتس مدير معهد النحل في جامعة هوهنهايم الألمانية يعتقد أن الجواب عن هذا السؤال هو ارتفاع شعبية النحل العائدة إلى تراجع أعداد النحل ووفاته في السنوات الأخيرة وتطرق وسائل الإعلام إلى هذا المشكل بشكل كبير.
وأسباب وفاة النحل هي أسباب طبيعية معقدة منها الزراعة المكثفة والتحضر الذي يتطلب أراضي شاسعة للبناء، وبالتالي اندثار المصدر المغذي للنحل، بالإضافة إلى استخدام المبيدات الحشرية وافتقار النحل إلى مناطق بديلة.
ويحاول الباحثون في جامعة هوهنهايم وبيتر روزنكرانتس في مشروع إلى خلق بيئة متناسقة بين الاحتياجات الزراعية وبين تحسين الوضع المعيشي للنحل على حد سواء. ويرى روزنكرانتس أنه نظرا للوضعية الحرجة والمتأزمة للنحل فلا استغراب من الرغبة المتزايدة للكثير من الناس في تقديم أي شيء مفيد للطبيعة وبالتالي للحفاظ على النحل.
تزايد عدد مربي النحل!
كلاوس ماريش مربي النحل المحترف من مدينة بون الألمانية يرى الأمر مختلفا تماما: “كثير من خليات النحل تموت بسبب غباء مربي النحل.
فبإمكان أي شخص الآن وكيفما كانت معرفته شراء خلية نحل والقول أنه مربي نحل. الكثيرون ينسون أنهم لا يقدمون شيئا جيدا إذا احتفظوا بالنحل دون مراعاة متطلباتهم”.
ويضيف ماريش أن كل مربي للنحل يجب أن يكون في نفس الوقت طبيبا بيطريا، ولاكتساب المعرفة عن ذلك من الضروري على المربين الهواة معرفة الكثير، وباعتقاده فإن هذه الخبرة لا يكتسبها الكثيرون من مربي النحل الهواة.
على سبيل المثال يذكر ماريش طفيليات “الفاروا” ويرى أنه لا يعقل أن تذهب خلية النحل ضحية لهذه الطفيليات القاتلة إذا قام مربي النحل بتزويده بالعلاج الوقائي الصحيح.
فمربي النحل المحترف يملك 180 خلية للنحل موزعة على اثني عشر موقعا في المدينة وحولها، ويسعى في زيادة خلايا النحل إلى 300 خلية هذا العام.
وينتج ماريش عسلا يتمتع بختم عضوي مرخص ويبيع إلى جانب ذلك شمع العسل وحلويات مصنوعة من العسل .
DW.DE