توجد في أراضي المكسيك وأمريكا الوسطى أحواض مائية في شبكة الكهوف تحت الأرض اعتبرها الهنود الحمر القدامى ممرات تؤدي إلى الجحيم.
وعلى ما يبدو ليس من دون سبب لأنه تعيش في تلك الأحواض قشريات خبيثة تذيب فرائسها قبل تناولها.
تثير هذه القشريات اهتمام العلماء المختصين بها لصعوبة دراستها بسبب التعقيدات المتعلقة بالوصول إلى أماكن تواجدها من جهة، وبسبب بعض مواصفاتها الفيزيولوجية من جهة أخرى.
منذ عدة سنوات وجد فريق من الباحثين ما يشبه الإبر في مقدمة أجسام تلك الحيوانات الصغيرة مما دفعهم إلى الاعتقاد أن هذه الإبر تستخدمها القشريات لحقن سائل ما في جسم الفريسة لاذابتها.
أثبتت الأبحاث الأخيرة صحة هذه النظرية إذ أكدت توصيل هذه الإبر بمكامن صغيرة تحتوي على مادة شبيهة بالسائل متصلة بدورها بغدد خاصة تقع في وسط جسم هذه الحيوانات تفرز موادا، كالموجودة داخل جسم الافاعي، تذيب هذه الزواحف بواسطتها فرائسها قبل التهامها.
ينتشر استخدام السموم للصيد والدفاع عن النفس لدى مفصليات الأرجل بما فيها العناكب على نطاق واسع رغم أنه لم تلاحظ هذه الميزة عند “أقربائها” القشريات، علما بأن العلماء وصفوا أكثر من 70 ألف نوع منها، بما فيها الربيان والسرطانات وغير ذلك.
سجل التاريخ عددا من حوادث وفاة غامضة لغطاسين قاموا بأعمال البحث في أحواض الكهوف تلكن وإذا كان سبب هذه الوفيات يعود الى تلك القشريات فإن اعتقاد الهنود الحمر صحيح بأن هذه الممرات المؤدية إلى تلك الأحواض تؤدي إلى الجحيم حقا.
روسيا اليوم