قالت صحيفة الثورة السورية إن الإنسان بقي قرونا يعتقد أن الإسفنج عبارة عن نبات والواقع أن الإسفنج ينشأ في البحر من وحدات من حيوانات تتألف منها مستعمرات تعيش أغلبها في المياه الضحلة للبحار والمحيطات والقليل في المياه العذبة.
وأضافت الصحيفة: للإسفنجيات أشكال عدة منها المتماثل وغير المتماثل وهو الذي يتفرع ويتمدد والمستغرب في الإسفنج أنه لا يتحرك مع أن الحيوانات تتحرك باحثة عن غذائها وتشكل مكونات الإسفنج البحري البروتينية والكيميائية علاجا للكثير من الأمراض المستعصية كالسرطان وغيره.
ويتميز ساحل اللاذقية بوجود أنواع الإسفنج البحري الذي يعيش في حوض المتوسط والذي عرفه الإنسان الذي سكن الساحل منذ القدم وعرف قيمته وتدل المكتشفات الأثرية المتوافرة اليوم أن سكان الساحل بدؤوا صيد الإسفنج منذ العهد الروماني.
ويتم استخراج الإسفنج من أعماق تتراوح بين 12 و45 مترا تحت سطح البحر حيث كان الصيادون يقومون بصيده من الصخور البحرية مرة واحدة كل سنتين أو ثلاث سنوات ليحافظوا على هذا الحيوان شديد الحساسية مراعين بذلك عملية تكاثره وصعوبة صيده الذي كلف الكثير منهم حياته بسبب تعرضهم أثناء عملية استخراجه لضغط كبير داخل المياه.
وقد قضت عمليات الصيد الجائر للأسماك البحرية وخصوصا استخدام الأنواع المحظورة من الصيد كالصيد بالديناميت على الإسفنج البحري في مواقعه الأصلية في مناطق المينا والبيضا ورأس البسيط.
ويوجد خمسة عشر نوعا من الاسفنجيات على الشاطئ السوري أفضلها المسمى القبوة وكان مقدار الإنتاج السنوي من الإسفنج يزيد على عشرة أطنان جميعها معدة للتصدير بالقطع الأجنبي وعن طريق الدولة حصرا وحسب شهادات الصيادين فان كل أنواع الإسفنج في الساحل السوري أصبحت بحكم المنقرضة أو الآيلة للانقراض.
ومن العوامل التي أثرت على البيئة البحرية السورية وأثرت على الأحياء البحرية بشكل عام والإسفنج البحري بشكل خاص الصرف الصحي والصناعي غير المعالج وما يرافق ذلك من ملوثات كيميائية صناعية خطرة تصب في البحر والملوثات الطافية التي تحملها التيارات البحرية والملوحة المرتفعة بسبب التبخر الشديد والتعويض بالماء المالح وكثرة السدود السطحية موسمية الأنهار وكثرة النفايات الصلبة وطرحها إلى الساحل الرملي على أطراف المدن الساحلية الرئيسية وبطء التيارات البحرية وقلة حركة المد والجزر وقلة بعثرة الملوثات بالإضافة إلى كثرة المنشآت الصناعية المرتبطة بالساحل والبحر وافتقارها لمحطات المعالجة.