قبل بضعة أيام خلت اهتدى صيادون تونسيون قرب مدينة قابس الواقعة جنوب البلاد إلى وجود عدد من الأسماك الغريبة الشكل في شباكهم . وما شد انتباههم بشكل خاص أن هذه السمكة عاثت فسادا في أجزاء عديدة من الشباك.
وعندما عرضت عينة من هذه الأسماك على ممثلي وزارة الزراعة المحليين دقوا ناقوس الخطر ووجدوا أنفسهم مضطرين بسرعة إلى إطلاق حملة وطنية لتحذير الصيادين والمستهلكين من هذه السمكة التي تطلق عليها أسماء كثيرة منهااسم “البالون” أو”النفيخة “. وجاءت التسمية بسبب إقدام هذه السمكة على قرض الشباك التي تقع فيها بأسنانها التي تشبه أسنان الأرنب. ولذلك تسمى أيضا ” السمكة الأرنب”. ولديها تسميات كثيرة أخرى.
وتعد هذه السمكة من أهم الأسماك التي تشكل خطرا على الإنسان وعلى البيئة البحرية. فهي تحتوي على مادة سامة قادرة على التسبب في تعطيل الجهاز التنفسي والجهاز العصبي لدى الإنسان بسرعة. بل غالبا ما يؤدي استهلاكها إلى وفاة من يأكلها. وبالإضافة إلى مخاطرها على الصحة البشرية يعزى خطرها على البيئة البحرية إلى كونها تتغذى بشكل عام على الأسماك الصغيرة وعلى يرقاتها وبالتالي فإنها تنافس الصيادين في رزقهم ومن شأنها الإخلال بالتوازن البيئي البحري في مواطنها غير الأصلية.وهو ما بدأ يحصل في حوض البحر الأبيض المتوسط.
والحقيقة أن سمكة ” النفيخة ” أو ” الأرنب ” تنتمي أصلا إلى بحر الصين والمحيط الهندي والبحر الأحمر. وهي بحار ذات مياه دافئة. وقد دخلت إلى مياه المتوسط عبر قناة السويس. و أصبحت خلال السنوات الخمس الماضية تشكل خطرا على الصياديين والمستهلكين المصريين واللبنانيين. بل أدى استهلاكها عن غير قصد في هذين البلدين إلى عدد من الوفيات. وبعد وصولها إذن في الأيام الأخيرة إلى سواحل تونس تعالت أصوات كثيرة من قبل جمعيات الحفاظ على البيئة تدعو البلدان المتوسطية إلى عقد مؤتمر كبير حول النباتات والحيوانات التي غزت مؤخرا المنطقة المتوسطية للتعرف إليها بشكل دقيق والسعي إلى التصدي لها صحيا واقتصاديا وبيئيا أو التأقلم معها دون أن يكون ذلك على حساب الصحة والبيئة والاقتصاد.
فرانس 24