يشكّل البلاستيك واحداً من المخاطر الكبيرة التي تهدد البيئة، ويسعى الباحثون إلى إيجاد حلول للتخلص من هذه الآفة عبر التقليل من استخدامها.
وتمثل النفايات البلاستيكية في البحار خطراً محدقاً قد يشكّل مأساة على المدى البعيد إذا لم يسارع العالم إلى حل تلك المشكلة.
إلا أن بوادر أمل انبثقت مؤخراً عن دراسة جديدة أجريت في الحدائق النباتية الملكية “كيو” في لندن، توصلت لاكتشاف نوع من الفطريات له القدرة على التهام البلاستيك، ما قد يساعد على بلورة مستقبل أفضل للتخلص من كميات هائلة من النفايات.
ففي حين يحتاج البلاستيك إلى سنوات لكي يصبح غير فاعل، فإن تلك الفطريات يمكن أن تنهي الخطر في غضون أسابيع وجيزة.
وتم اكتشاف هذا الفطر لأول مرة في مكب للنفايات في باكستان، ومن ثم جرت الأبحاث عليه.
وتوصل تقرير للحدائق الملكية للعام الجاري 2018 إلى أن الفطريات هي الحل الأمثل لإنتاج مواد مستدامة وقادرة على إزالة الملوثات من التربة والمياه الملوثة.
ففي الوقت الذي يندفع فيه علماء التكنولوجيا لابتكار الحلول البديلة للتخلص من البلاستيك، يرى علماء الأحياء أن الحل يكمن في الطبيعة نفسها التي ستكون قادرة على معالجة مثل هذه المشكلات، وأن لها القدرة على التسلح البيولوجي.
ولعل الأكثر أهمية أن الفطريات المذكورة هي من النوع المسمى “اسبيرجيلاس توبيننسيس”، وتحمل من الخصائص المحفزة التي تعمل على تدهور وقتل جزيئات البلاستيك، لهذا يمكن تطوير هذا الفطر ليصبح واحدة من الأدوات اللازمة بشدة لمعالجة المشكلة البيئية المتزايدة للنفايات البلاستيكية.
ووفقاً للعلماء، فإن هذا الفطر له القدرة على النمو مباشرة على سطح البلاستيك، حيث يعمل على كسر الروابط الكيميائية بين جزيئات البلاستيك، ما يؤدي إلى تفكيكه وتدهوره.
كما أنه مسلح بإنزيم فريد تفرزه براعمه، ما يجعله أكثر الفطريات إثارة، بحسب ما أكد الباحثون في الحدائق الملكية، لأن هذا الإنزيم له دور كبير في عمليات القضاء على البلاستيك.
إلى ذلك، قادت الأبحاث إلى أن الفطر المتعفن الأبيض له تأثير إيجابي على إفادة التربة وديمومتها وإزالة أثر المبيدات الحشرية والملوثات.
العربية نت