سجل الحاجز المرجاني الكبير في أوستراليا هذه السنة نفوق أكبر عدد من الشعاب المرجانية، ما يثير مخاوف على مصير هذا المعلم الطبيعي البارز المدرج في قائمة التراث العالمي، على ما أكد علماء.
هذا النظام البيئي الهش الممتد على 2300 كيلومتر، وهو الأكبر في العالم، عرف ظاهرة ابيضاض هي الأشد بسبب ارتفاع حرارة المياه بين آذار ونيسان (مارس وأبريل) الماضيين، وقد ضربت خصوصاً الجزء الشمالي من الحاجز الذي يصعب الوصول إليه. ونفذ مركز التميز لدراسات الشعاب المرجانية في جامعة جيمس كوك هذه السنة مهمات استكشاف جوية لهذا المعلم الأوسترالي، فضلاً عن عمليات غوص لإجراء دراسات. وقد أظهرت أن ثلثي المرجان الممتد على مسافة 700 كيلومتر في شمال الموقع نفق في الأشهر الثمانية أو التسعة الأخيرة.
وقال أندرو بيرد الباحث في جامعة جيمس كوك: “الشعاب المرجانية تهترئ. هذا التكلس هو قطعاً أكبر ما تم تسجيله في أي مكان”. ويحدث التكلس بسبب دفء سطح المياه في المحيط، وهي ظروف مؤاتية تدفع الشعاب المرجانية إلى طرد الطحالب منها ما يؤدي إلى ابيضاضها وتكلسها. ويمكن للشعاب التي تتكلس قليلاً التعافي إذا انخفضت درجات الحرارة، وهذا الأمر حدث في الأجزاء الجنوبية من الحاجز حيث فرص بقاء الشعاب المرجانية حية أكبر.
ويشير علماء المناخ إلى أن الاحترار العالمي نتيجة زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الجو هي السبب الرئيسي لابيضاض الشعاب. وأوستراليا من أكبر الدول المنتجة لانبعاثات الكربون لاعتمادها على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم.