نفقت مئات الأسماك على مساحة تتجاوز 100 متر مربع تقريبا قبالة ساحل كورنيش سيهات صباح «الخميس» الماضي، وقال شهود عيان إن كميات كبيرة من الأسماك الصغيرة طفحت على سطح الماء وتجمعت قبالة الساحل، مشيرين إلى أن بقعة تتجاوز مساحتها 100 متر مربع تحولت إلى بيضاء جراء الأسماك النافقة، مؤكدين أن الظاهرة التي حدثت أعادت الذاكرة مجددا لحالات النفوق التي حدثت بالقرب من المنطقة الحالية في العام الماضي، جراء البقعة الحمراء الناجمة عن تخلص إحدى الشركات من مادة كيميائية في أحد المصارف المؤدية للبحر. وأشاروا إلى أن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى نفوق هذه الكمية الضخمة من الأسماك دفعة واحدة ماتزال مجهولة، مطالبين الجهات المختصة بالتحرك السريع للوقوف على المسببات ومعالجتها لمنع تكرار مثل هذه الظواهر بالفترة القادمة.
وأشار عضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف المهندس عباس الشماسي إلى أن المجلس بصدد التحرك للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء حالة النفوق الحالية، مضيفا، أن المجلس سيقوم بالتنسيق مع بلدية المحافظة بالتواصل مع الجهات ذات العلاقة للوصول إلى الأسباب الحقيقية، لافتا إلى أن عملية التعرف على الأسباب الحقيقية مرتبطة بنتائج التحليل المخبري بعد أخذ العينات، مبينا أن المجلس البلدي تواصل في المرات السابقة مع الجهات المختصة بعد نفوق الأسماك جراء البقعة الحمراء قبالة كورنيش الكوثر في سيهات.
وأكد طلال الرشيد رئيس لجنة البيئة بغرفة الشرقية أن عملية التواصل مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تكاد تكون معدومة، لافتا إلى أن الاتصالات المتكررة مع المسؤولين في الرئاسة باءت بالفشل، مستغربا عدم وجود خطة طوارئ يتم تطبيقها للتعامل مع مثل هذه الأمور، مطالبا بضرورة اعتماد الشفافية في كشف الأسباب لإيضاح الحقائق للمواطن، مضيفا أن ملف نفوق الأسماك من الملفات المهمة التي تحمل الجميع، نظرا لكون السمك يدخل ضمن الأمن الغذائي.
وقال إن ارتفاع درجات الحرارة يشكل حالة من التغير لدى الأسماك ويؤدي إلى النفوق، جراء انخفاض نسبة الأوكسجين في المياه.
من جانبه، أوضح الناطق الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين بن محمد القحطاني، أن نفوق الأسماك في بحيرة النسيم بساحل سيهات يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة العالية التي شهدتها المنطقة الشرقية خلال اليومين الماضيين إضافة لخصوصية البحيرة ذات المياه الضحلة، مبينا أن هذه الحالة تعتبر طبيعية في مياه الخليج العربي خلال فصل الصيف.
وأضاف القحطاني، أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ممثلة بفرع المنطقة الشرقية قامت بمتابعة البلاغ والتأكد من صحته والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة كقيادة حرس الحدود ومركز الأبحاث والثروة السمكية التابع لوزارة الزراعة بالمنطقة الشرقية واتضح من خلالها أن الأسماك النافقة صغيرة الحجم ومحدودة الكمية والتي لم تتحمل نقص الأوكسجين الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة وقلة تبادل حركة التيارات المائية في البحيرة.
صحيفة عكاظ