أطلقت شركة تدوير مصر أمس مبادرة ” تدوير” للتوعية بأهمية المخلفات القابلة لإعادة التدوير للارتقاء بمستوى الحياة، وذلك فى مؤتمر للتوعية بمركز مؤتمرات الأزهر.
بدأ المؤتمر بعرض الدكتور صلاح الحجار، أستاذ البيئة بالجامعة الأمريكية، للمشكلة التى تعانى منها مصر من المخلفات، وأشار إلى أن مصر تنتج ما يزيد عن 25 مليون طن من القمامة يوميا غير مخلفات مصانع السكر والهدم والمبانى وغيرها من المصانع والتى تقترب من 30 مليون طن، وأن 90% من الأمراض الموجودة بمصر ناتجة عن التلوث البيئى الناتج عن القمامة.
وأشار الحجار إلى أنه بدلا من البحث الطويل عن علاج لهذه الأمراض التى لم نستطع علاجها حتى الآن، علينا أن نقوم بالبحث عن أسباب المرض وسوف نجده التلوث، وعلينا أن نعالج هذه المشكلة فهذا الأمر أسهل بكثير من البحث عن علاج كيميائى، وبهذا نقلل فواتير وزارة الصحة التى أصبحت لا تشمل كل تعدادنا السكانى.
ويضيف الحجار أن جميع أنواع المخلفات الناتجة عن المنازل والمصانع والأراضى الزراعية وغيرها قابلة للتدوير بنسبة 100% وعن طريق تدويرها يتم خلق فرص عمل جديدة للشباب عن طريق مشاريع التدوير المختلفة.
أما المهندس سامى الخطيب، المدير العام لشركة تدوير مصر، فعرض بعض الأرقام الواقعية لمعدل توليد الفرد للمخلفات يوميا، وقال إن الفرد فى المدن ينتج ما بين 700 إلى 1 كيلو جرام، أما الفرد فى القرى فينتج بين 400 إلى 500 جرام، وأن مصر لا تستفد من إعادة تدوير المخلفات إلا بنسبة 2.5 % فقط من محصلتها، وأن هناك 8 مدافن صحية معترف بهم فى مصر وهى غير كافية.
وأضاف الخطيب أن مبادرة “تدوير” تستهدف الأطفال والشباب بشكل مباشر والأسرة بشكل غير مباشر، وقال، نحن نستهدف فى المرحلة الأولى من المبادرة توعية الأطفال فى مختلف أعمارهم والشباب، ففى المرحلة العمرية الصغيرة قمنا بعمل شكل كارتونى يجذب الأطفال يقوم هذا الشكل بعمل مسرحيات وعروض تساعد فى توعية الأطفال بأهمية النظافة وكيفية مساهمتهم البسيطة فى هذه العملية، وفى المرحلة من سن 7 إلى 15 سنة قمنا بعمل مجالات بنفس الشكل الكارتونى تقوم بمخاطبتهم على قدر عقول هذه المرحلة، ونعرفهم على الألوان العالمية التى تستخدم فى النظافة فعلى سبيل المثال الصندوق الأصفر لجمع المخلفات المعدنية، الأحمر للمخلفات البلاستيكية والأزرق للمخلفات الورقية ونقوم بإحضار هذه الصناديق أمامهم ونتركها فى المدرسة والنادى حتى يعتادوا على رؤيتها ويلقون فيها القمامة كلا حسب نوعه، أما بالنسبة للجامعات فسوف نقوم بعمل المؤتمرات والمحاضرات التى تحفزهم على المساهمة فى هذا العمل الاجتماعى الوطنى.
ويؤكد الخطيب أنهم بحثوا كثيرا عن الحافز واستطاعوا أن يصلوا إلى عمل ماكينة أطلقوا عليها اسم “ماكينة حلم التدوير” تعمل من خلال الباركود المكتوب على مختلف المنتجات، عندما يقرأ الجهاز الباركود يقوم بفتح منطقة داخل الماكينة لنضع فيها المخلفات ثم يخرج كارت ورقى عند تجميعه نقوم نحن باستبداله بحافز مادى أو معنوى عن طريق الهدايا المختلفة للأطفال أو الشباب، وسوف نخصص كل ماكينة بنوع من أنواع المخلفات، استطعنا أن نصنع الجيل الأول من هذه الماكينة والمخصصة بالمخلفات المعدنية، وسوف نطلق منها ماكينة صغيرة على شكل مستر تدوير للأطفال، وقمنا باختيار الباركود لجمع المخلفات حتى نستطيع إعادة بيعها مرة أخرى للمصانع المخصصة لها، وتشغيل الشباب فى مشاريع التدوير.
وقالت الدكتورة سماح الخطيب، المدير التنفيذى للشركة، على أن الشركة تعمل على تنفيذ هذه الأفكار منذ عشرة أشهر، وقمنا بعمل دراسات جدوى متعددة حتى استطعنا أن نصل إلى هذه الأرقام وهذه النتائج.
وأضافت سماح أننا سنعمل على تقسيم مصر إلى أقسام حتى نقيم المبادرة فى كل أنحاء الجمهورية، وسوف نبدأ من شرق القاهرة فى حى مدينة نصر والتجمع الخامس ومصر الجديدة مستهدفين المدارس والجامعات والنوادى والأماكن المغلقة مثل المحلات التجارية الكبيرة والجراجات الكبيرة، وسوف تستغرق مرحلة التوعية ثلاث أشهر تقريبا.
المصدر: اليوم السابع
أتمنى أن تعم ثقافة التدوير مصر فنحن في أمس الحاجة إلى تعلم فن التدوير وعلمه لكي نتمكن من الوصول إلى بيئة نظيفة في أسرع وقت ممكن كما يمكن لنا أن نعتبر ان المواد التي يتم تدويرها ثروة قومية وتحويل مأساة التلوث إلى أموال