شارك أكثر من 200 طفل وطفلة يمثلون مختلف المدارس وفئات المجتمع المحلي في إمارة أبوظبي وعدد من اولياء الأمور ضمن فعاليات اليوم العالمي للتغير المناخي والذي يأتي هذا العام وسط تأهب دولي لاتخاذ موقف جدي وعقد اتفاقية جديدة للحد من الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي بهدف التقليل من ظاهرة التغير المناخي التي يعيشها العالم الآن والتي يزداد أثرها السلبي يوماً بعد يوم في مختلف أنحاء العالم.
جاء ذلك في الحملة التي نظمها مشروع البيئي الصغير في بلدية ابوظبي بالتعاون مع جمعية أصدقاء البيئة بالإمارات ومؤسسة التنمية الأسرية صباح يوم أمس السبت الموافق 24 أكتوبر 2009 في مقر المدرسة الظبيانية الخاصة التابعة لمؤسسة التنمية الأسرية والتي استضافت الحدث وشارك منها (200) طفل وطفلة تراوحت أعماره بين 5 و 15 سنة، بهدف نشر الوعي وبث رسالة للعالم مفادها بأننا نحن الأطفال على قدر المسؤولية في أخذ زمام المبادرة واتخاذ الإجراءات التي من شأنها الحد من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي.
وخلال الحدث عبر الأطفال عن سعادتهم لإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن موقفهم وتفهمهم لخطورة الموضوع على الصعيد العالمي وتضامنهم مع مختلف الجهود الدولية التي تبذل بهدف الحد من زيادة غاز ثاني أوكسيد الكربون والتي وصلت إلى ما نسبته 378 جزء بالمليون وهذا الرقم يمثل خطر حقيقي على الأرض ومن عليها، وهو في زيادة مستمرة وسيشكل مشكلة حقيقية إن لم نبادر فعلياً لاتخاذ موقف للحد منه والعودة به إلى الرقم 350 جزء بالمليون لكي نعيش نحن سكان العالم جميعاً في أمن وسلام.
من جهته أشار المهندس عماد سعد مدير مشروع البيئي الصغير إلى أهمية هذا الحدث الذي يأتي داعماً للجهود الدولية خصوصاً الموقف الوطني لدولة الإمارات في العمل على إيجاد حلول جديدة في استخدام الطاقة البديلة الصديقة للبيئة بدلاً من الوقود الأحفوري ذو الأثر السلبي على الصحة والبيئة والمسبب الرئيسي لظاهرة التغير المناخي، ولا ننسى الإنجاز الكبير الذي حققته دولة الإمارات باختيار العاصمة أبوظبي مقراً دائماً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة والتي تأتي تتويجاً للتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والمبادرة التي أطلقها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإنشاء مدينة مصدر كأول مدينة بالعالم خالية من كافة الانبعاثات الغازية. وإطلاق شركة أبوظبي لطاقة المستقبل بحيث أصبح لأبوظبي والإمارات موطئ قدم ثابت وقوي في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة والمتجددة الصديقة للبيئة والإنسان على حد سواء.
وأضاف المهندس سعد المشرف العام على الحملة بأن أطفال أبوظبي لهم موقع الصدارة في مشاركتهم بالأحداث الوطنية والدولية ذات العلاقة بحماية البيئة وتنميتها عبر التعبير بأدواتهم الخاصة وأفكارهم النيرة، ففي هذه الحملة قام الأطفال بالوقوف على الأرض مجسدين بأجسامهم الرقم 350 جزء بالمليون وهو الحد الأعلى المسموح أن يصل إليه غاز ثاني أوكيسد الكربون في الغلاف الجوي لكي نعيش بأمان وسلام.
إلى ذلك فقد أعرب الدكتور إبراهيم علي محمد رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة بأن هذه الفعالية إنما تأتي ضمن الخطة الإستراتيجية للجمعية في تحمل المسؤولية في نقل المعرفة ونشر الوعي البيئي بين مختلف فئات المجتمع المحلي بالإمارات، وأضاف أنه في موضوع التغير المناخي فهذه الحملة تمثل حداً أدنى لمؤسسات المجتمع المدني لما يمكن أن نقوم به لنعرب للعالم عن تضامننا مع الجهود الدولية في الحد من هذه الانبعاثات الضارة بالصحة العامة والبيئة على حد سواء. وبهذا الخصوص نحن كمجتمع مدني لنا الفخر أن نكون أول جمعية بيئية في الإمارات تأخذ بهذه المبادرة وتشارك العالم الاحتفال والتعبير عن موقفهم في خدمة مستقبل الإنسان والأرض.
ومن جانبها تولت مؤسسة التنمية الأسرية التي استضافت الحدث في مقر المدرسة الظبيانية الخاصة بأبوظبي التي ساهمت في تنظيم الفعاليات، وسخرت كافة الإمكانيات لنجاح الحملة من استقبال الأطفال وإعداد قاعة خاصة بالمرسم البيئي للأطفال، حيث اتسم الحدث بكرم الضيافة التي عودتنا عليها المؤسسة في مختلف الفعاليات كما تضمن البرنامج مسابقات خاصة بالرسم البيئي عن موضوع التغير المناخي، وتكريم جميع المشاركين في الحملة بشهادات تقدير. وتأتي هذه المشاركة جزءاً من المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة اتجاه المجتمع المحلي في أخذ زمام المبادرة في نشر الوعي البيئي وتوطين المعرفة من أجل مجتمع مستدام.
عماد سعد