كشفت هيئة البيئة – أبوظبي مؤخراً عن مبادراتها التي تعتزم تنظيمها خلال «عام التسامح» تحت شعار «التسامح مع الطبيعة»، والتي تهدف إلى تعزيز الترابط بين الإنسان والبيئة، وترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية والمواطنة الصالحة من خلال المشاركة في الأنشطة التطوعية البيئية التي تتصالح مع الطبيعة بتصحيح بعض الممارسات البشرية الخاطئة والتي تؤدي لتدهور البيئات البحرية والبرية.
تضم خطة الهيئة خلال هذا العام تنظيم عدد من البرامج وإطلاق المبادرات التي تهدف إلى تنفيذ مجموعة من الحلول المستدامة، ووضع آليات للتعامل مع بعض التحديات والمشاكل البيئية، بالتعاون مع شركاء الهيئة من الهيئات الحكومية وغير الحكومية والشركات الخاصة وفئات المجتمع. وتغطي هذه البرامج إجراءات تصحيحية يمكن تنفيذها بشكل تطوعي من أجل تعديل السلوكيات السلبية التي تؤثر على التنوع البيولوجي البري والبحري، وتضم الخطة ثلاث برامج رئيسية تسلط الضوء على البيئات الطبيعية في أبوظبي.
وتضم خطة الهيئة للاحتفاء بعام التسامح تنظيم برنامج «لنتسامح مع شواطئنا» الذي سيركز على التعامل مع عدد من المظاهر غير الحضارية المؤثرة على البيئات البحرية والساحلية وأهمها الموانئ العشوائية، حيث سيتم حصر وتقييم مناطق انتشار هذه الموانئ، والبدء بإزالة التعديات من خلال التنسيق مع الشركاء بتنفيذ المبادرة، كما سيتم التركيز على المخلفات التي تتزايد في الجزر والمناطق الساحلية لما لذلك من تأثير سلبي على البيئات الساحلية الطبيعية، حيث سيتم حصر وتقييم هذه المناطق وكميات المخلفات البحرية بالمنطقة الساحلية والجزر وتنفيذ حملات ممنهجة لإزالتها.
أما برنامج «لنتسامح مع بيئتنا البرية» فيركز على التعامل مع عدد من المظاهر غير الحضارية المؤثرة على البيئات والموائل البرية، حيث يستهدف التعامل مع مظهرين سلبيين يؤثران بشكل مباشر على سلامة الموائل البرية وهما “التلوث الأبيض” الذي يعني تراكم المخلفات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في الموائل البرية وخاصة مواقع التنزه والتخييم، والتعدي على الأشجار المحلية بقطعها خلال مواسم التخييم وخاصة أشجار السمر والغاف، مما يؤثر سلباً على التنوع البيولوجي في تلك المناطق.
ومن مبادرات هذا العام أيضاً، برنامج «لنزرع التسامح»، حيث سيتم زراعة 560 شجرة «غاف» و1180 شجرة «مرخ» في منطقة الفاية على مدار العام لتشكل بالنهاية عبارة «تسامح». وتعتبر شجرة الغاف من الأشجار دائمة الخضرة التي لها قدرة على مُقاومة الجفاف لفترات طويلة والملوحة العالية، الأمر الذي يضعها في مرتبة عالية في نظام البيئة الصحراوية.