قبل 11 عاما، دشن الشاب المغربي، سعد عابد، جمعية “البحري”، منظمة غير ربحية هدفها حماية الساحل وتوعية الأجيال القادمة بضرورة حماية البيئة.
ولم يكن الشاب الطموح يعتقد حينها، أن الإنجازات والمشاريع البيئية التي سيقوم بها من داخل الجمعية، ستقوده نحو نيل واحدة من الجوائز المرموقة عالميا.
قبل أيام، توج عابد بجائزة “خريج العقد لبرنامج IVLP للابتكار الإجتماعي والتغيير” التي تمنحها المنظمة الأميركية العريقة Global Ties US بتفويض من وزارة الخارجية الأميركية.
وتمت مكافئة عابد، المغربي والإفريقي الوحيد الذي يفوز بهذه الجائزة، نظير تفانيه في مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، طيلة العقد الماضي.
وخلال حفل التتويج أشاد جون كيري المبعوث الأميركي الخاص للمناخ بسعد عابد وبعمله “في الخطوط الأمامية في معالجة أزمة المناخ”.
كما أعرب في رسالة مصورة عن “إمتنانه لوجود قادة واعدين مثل عابد في هذه المعركة”.
رحلة طويلة
وفي حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية” اعتبر عابد التتويج “بمثابة تشجيع لكل الشباب المغاربة الذين يطمحون للمشاركة في خدمة بلادهم من بوابة العمل الجمعوي والتطوعي”.
ويحكي الناشط المدني، أن رحلته مع برنامج IVLP أو برنامج الزائر الدولي القيادي، بدأت عام 2016 عندما تم اختياره للمشاركة طيلة ثلاثة أسابيع في اجتماعات مكثفة بالعاصمة واشنطن، حول مواضيع “الشباب والمشاركة المدنية”.
ويؤكد سعد أنه اكتسب من خلال هذه المشاركة، مجموعة من المهارات والأفكار التي ساعدته في تطوير مشاريع بيئية في المغرب.
وفي عام 2018، تمت دعوة الشاب المغربي من قبل منظمة الأمم المتحدة لحضور أعمال الجمعية العامة للمنظمة.
وكان في العام 2020، واحدا من المنضمين إلى قائمة الفائزين الـ 80 الأكثر نفوذا في برنامج IVLP، إلى جانب شخصيات حفرت اسمها في التاريخ مثل الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، ورئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت تاتشر، وسواهم.
حماية الساحل
ويبرز سعد عابد أنه انطلق في مشروعه المجتمعي من إيمان عميق بأهمية الحفاظ على البيئة.
وركز الشاب المغربي في البداية على مشاريع لحماية الساحل عبر تنظيم حملات لتنظيف الشواطئ.
وتمكنت جمعيته “البحري” طيلة السنوات الماضية من تنظيم حوالى 60 حملة بمختلف المدن، بمشاركة آلاف من المتطوعين.
ويتمتع المغرب بواجهتين بحريتين ممتدتين على طول 3500 كيلومتر، منها أكثر من 500 كيلومتر على البحر المتوسط وما يناهز 3000 كيلومتر على المحيط الأطلسي.
لكن هذه السواحل التي تلعب دورا مهما بالنسبة للتوزان البيئي، تواجه مشاكل معقدة بينها الكثافة السكانية وغياب الوعي بقيمتها البيئية،
وهو ما يفسر أهمية حملات النظافة التي تقوم بها الحكومة والجمعيات المدنية بصفة مستمرة.
إعادة تدوير النفايات
وتقف جمعية “البحري” خلف تجربة فريدة نقلت رجلا خمسينيا عام 2014 من جامع نفايات بأسمال رثة يجر عربة بالية، إلى رجل نظافة يعقد صفقات مع شركات التدوير لتزويدها بالنفايات الصلبة التي يجمعها بعد انتقاء دقيق.
وساهمت الجمعية في دعم مصطفى الحمري للحصول على بدلات متخصصة ودراجة ثلاثية العجلات لتسهيل مهمته الجديدة.
ويقول سعد عابد إن عزل النفايات وتدويرها، موجود في البلدان المتقدمة التي استفادت من الفضلات عوض التخلص منها، إلا أنه نادر بالمغرب.
لكن الشاب يأسف لعدم حصول هذا المشروع التجريبي على الدعم سواء من الحكومة أو الخواص ليتحول إلى مشروع كبير يعمم على جزء من هذه الفئة التي تؤمن قوت عيشها من القمامات”.
وغياب الدعم لم يقف أمام مجهودات جمعية “بحري” التي تستعد حاليا لإطلاق مشروع جديد في مدينة طنجة، يقوم على تشغيل عدد من الشباب العاطل في جمع النفايات من المصدر، كالفنادق والمحلات وتوزيعها بعد الإنتقاء، على شركات التدوير.
المحتوى لخدمة البيئة
وإلى جانب العمل البيئي، يعتبر سعد عابد أحد صناع المحتوى بالمغرب بعدد متابعين يبلغ 400 ألف شخص على مختلف شبكات التواصل الإجتماعي.
ويعمل الشاب باستمرار على استغلال هذه الوسائط لنشر فيديوهات للتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة.
ومن ناحية آخرى، يؤكد عابد أن جمعيته التي أبرمت شراكات مع القنصلية الأميركية في المغرب منذ العام 2013، تعي جيدا أهمية تنشئة الأجيال الصاعدة على قيم الحفاظ على البيئة. ما يجعل فريقها ضيفا دائما على مجموعة من المدارس الخاصة والعمومية لتنظيم ورشات تعنى بالتربية البيئية لفائدة الأطفال.
سكاي نيوز عربية