سجلت بلدية دبي إنجازاً جديداً يضاف إلى إنجازاتها البيئية، تمثل في حصول إدارة البيئة في بلدية دبي على درعين للتميز الذهبي عن مبادراتها البيئية الريادية والمتميزة في مجال الحد من تلوث الهواء والإدارة المستدامة للمنطقة الساحلية والشواطئ، وذلك ضمن جوائز المنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية والتي تغطي الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.
وقال المهندس حسين لوتاه مدير عام بلدية دبي أن هذا الإنجاز قد جاء نتيجة للدور الفعال الذي تلعبه البلدية وتوفيرها لكافة الإمكانيات اللازمة لضمان جعل بيئة دبي سليمة ومستدامة وفق أرقى المعايير العالمية وحرصها على تحقيق الالتزامات المترتبة عليها في مجال حماية البيئة واستخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام. وأضاف أن بلدية دبي تسعى لمواكبة أحدث المستجدات في مجال التنمية الخضراء والمدن الذكية، وكذلك تعزيز مستويات الشراكة الإستراتيجية مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة وأفراد المجتمع، ليشكل ذلك ركيزة مضافة لعوامل النجاح في الإمارة وتعزيز فرص ريادتها عالمياً في مختلف المجالات وتحقيق السعادة لمجتمع الإمارة.
وأوضحت مدير إدارة البيئة ببلدية دبي المهندسة علياء الهرمودي أن درع التميز الذهبي الأول الذي حازت عليه الإدارة كان عن مبادرتها الريادية على مستوى المنطقة “دوام بلا مركبات” والتي شهدت دورتها السادسة التي تم تنفيذها في فبراير الماضي مشاركة أكثر من 300 جهة حكومية وخاصة ومن مختلف شرائح المجتمع، الأمر الذي أدى إلى التقليل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الملوث لبيئة الهواء لأكثر من 100 طن نتيجة لعدم استخدام ما يقارب ثلاثين ألف مركبة من قبل الموظفين في الدوائر الحكومية وغير الحكومية للوصول إلى مواقع عملهم في يوم تنفيذ المبادرة الذي تزامن مع يوم البيئة الوطني، حيث تم الاستعاضة عن المركبات الشخصية بوسائل النقل العامة مثل المترو وحافلات النقل العام وغيرها للوصول لموقع العمل، كما أسهمت المبادرة في رفع الوعي تجاه قضايا البيئة بشكل عام وتلوث الهواء بشكل خاص وبما يسهم في جعل مثل هذه المشاركات جزء من الثقافة الحياتية اليومية ، وبالتالي كان للمبادرة دور واضح في تعزيز مستوى المسؤولية الاجتماعية تجاه سلامة البيئة والحفاظ على جودتها في الإمارة.
وأضافت أن درع التميز الذهبي الثاني قد حازت عليه الإدارة عن برنامجها “الإدارة المستدامة للمنطقة الساحلية والشواطئ في إمارة دبي” والذي أسهم في ترسيخ مفاهيم الاستدامة البيئية في مجال إدارة المناطق الساحلية وتطويرها دون أن يتسبب ذلك في تهديد البيئة البحرية للإمارة، وكذلك حماية وتطوير المشاريع الساحلية التي تشرف على تنفيذها بلدية دبي ومنها حماية خط الساحل للإمارة، وتوظيف أحدث التقنيات والأنظمة الذكية لضمان رصد السواحل والمياه البحرية والحد من أية ممارسات سلبية قد تهدد سلامة البيئة الساحلية. هذا حيث يتيح نظام التبوء البحري الذي تم تطويره من قبل بلدية دبي ، والذي يعد من أهم أركان أنظمة الرصد للبيئة البحرية والساحلية، إمكانية الإنذار المبكر لأية مخاطر يمكن أن تهدد البيئة الساحلية للإمارة وذلك من خلال التبوء بالسيناريوهات المحتملة للتغيرات في هذا المناطق لثلاث أيام قادمة مما يتيح اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة في هذا المجال. كما تحرص الإدارة من خلال برنامج الإدارة المستدامة للمناطق الساحلية والشواطئ على دعم عملية التطوير والتنمية مع مراعاة التقيد بالاعتبارات البيئية التي تعد المعيار الذي يتم بموجبه منح الموافقة لتنفيذ المشاريع التطويرية الواقعة ضمن النطاق الساحلي للإمارة.
الجدير بالذكر أن المنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية تهدف إلى تحفيز كافة الجهات والمؤسسات التي تعمل في مختلف مجالات العمل البيئي في المجتمعات المدنية على تبني المسؤولية الاجتماعية، والعمل على وضع المبادئ الهادفة لتحسين وتطوير عمل المسؤولية الاجتماعية ودعم برامجها في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. وتقوم المنظمة سنوياً بتكريم القيادات من مختلف القطاعات الذين قدموا انجازات ومبادرات في مجال المسؤولية الاجتماعية، وكذلك تكريم المؤسسات الرسمية والحكومية الحائزة على شهادات الجودة العالمية في مجال المسؤولية الاجتماعية، كما أنها تقوم بتنظيم ندوات ومؤتمرات ولقاءات ومنتديات سنوية يحضرها شخصيات من مختلف الدول العربية تهدف إلى تنمية العلاقات وتبادل المعلومات في مجال المسؤولية الاجتماعية مما يسهل قيام أوسع الفرص للتعاون والتنسيق بين كافة القطاعات الحيوية في المنطقة العربية.
وقد شهد اليوم السابق لحفل توزيع الجوائز تنظيم ملتقى الممارسات البيئية على مستوى المنطقة العربية بهدف تمكين المشاركين من المختصين والمهتمين بمختلف قضايا البيئة والاستدامة من الإطلاع والتعرف على الخبرات والمعارف والممارسات الريادية المطبقة في مختلف المدن العربية في المجال البيئي وبحث إمكانية نقلها وتبنيها من قبل المدن الأخرى ، وقد استعرضت عدد من أوراق العمل التي قدمت في الملتقى التجارب المتميزة على مستوى المنطقة العربية في التعامل مع التحديات البيئية ووضع الحلول المستدامة لها، وكان من بين هذه الأوراق ورقة عمل بلدية دبي “منهجيات الإدارة البيئية المستدامة في إمارة دبي “.
وأكدت مدير إدارة البيئة أن بلدية دبي تحرص دوماً على تبني أفضل الممارسات وتوظيف أحدث التقنيات ومواكبة آخر المستجدات في مجالات العمل البيئي المختلفة بما يضمن المحافظة على ريادتها وتميزها وبما يسهم في تعزيز المكتسبات البيئية لإمارة دبي، وذلك لتعزيز مكانة دبي عالمياً وبما ينسجم مع رؤية حكومة دبي التي تبنتها في إستراتيجية دبي 2021 بجعل دبي أفضل مدينة مستدامة وذكية في العالم .