عقد مركز «تريم وعبدالله عمران للتدريب والتطوير الإعلامي» ورشة بعنوان «الصحافة البيئية»، من حيث الأدوات التي يمكن استخدامها عند إعداد موضوعات صحفية عن البيئة.
ولا يخفى مدى أهمية هذا النوع من الصحافة، في ظل تزايد التحديات البيئية والمناخية عالمياً، ومن ثم تزايد النداءات الدولية بضرورة إيلائها الاهتمام اللازم. وهنا يأتي دور الصحافة البيئية في رفع وعي الجمهور، ليس بالتحديات القائمة فقط، وإنما بكيفية التعامل معها، والعمل على حماية البيئة.
المحاضرة سامية عايش، زميلة التدريس في مبادرة «جوجل» للأخبار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، استهلت الورشة بالحديث عن أدوات مراقبة الاستدامة التي يقدمها «جوجل»، ومن بينها مشروع حساب الطاقة الشمسية التي يمكن الاستفادة منها على أسطح المنازل، وتوفير معلومات وبيانات عن الغطاء النباتي، والمسطحات المائية وأنشطة الصيد. مؤكدة أن محرك «جوجل» لقوائم البيانات جزء من محركات بحث متعددة يمكن عبرها الحصول على ما يريده الصحفي من أرقام وبيانات خاصة بالبيئة، مع العلم أن هناك مواقع تكون متاحة بالمجان، وأخرى مدفوعة، كما يمكن تنزيل تلك البيانات بصيغ مختلفة، ومن ثم استخدامها فيما بعد، أو مشاركتها مع آخرين. مشيرة إلى أن هناك محددات مهمة عند البحث مثل المدة، ونوع الملف، وما إذا كانت البيانات ستستخدم تجارياً أم لا، وتصنيف الموضوعات بمعايير موضوعية.
وبالنسبة لمشروع الطاقة الشمسية على أسطح المنازل، أكدت عايش أنه محرك بحث يمكن عبره إدخال عنوان المنزل، ومن ثم تحليل مقدار ما يمكن الاستفادة منه من الطاقة الشمسية المتوافرة، أخذاً في الحسبان مساحة سطح المنزل، والإطار المحيط به، وأوقات سطوع الشمس، والغيوم الموجودة في المنطقة. وعليه يمكن تحديد عدد ساعات الاعتماد على الطاقة المتولدة عن الألواح الشمسية، في حال قرر صاحب المنزل استخدامها. مثل هذا الأمر لا تعود فائدته على صاحب المنزل المنشأ بالفعل فقط، وإنما يمكن لمن يخططون لإنشاء منازل جديدة الاستفادة مما تتيحه هذه الأداة عند تصميم منازلهم. وكل هذا لا يوفر موارد مالية فقط، وإنما يحقق أهدافا بيئية عامة. وأوضحت أن هذه الأداة موجودة في الولايات المتحدة فقط، حتى الآن.
الأداة الثانية التي تناولتها الورشة المتعلقة بمراقبة المسطحات المائية، حيث يمكن للصحفي الذي يكتب عن تلك الموضوعات المتخصصة الرجوع إلى خرائط تمتد لأوقات زمنية تصل إلى ثلاثة عقود ونصف. ومنها يتعرف إلى ما حدث من حيث انحسار المياه في بعض المناطق، أو وصولها إلى مناطق لم تكن تصلها من قبل. وهنا مفاتيح في تلك الأداة يمكن استخدامها لتحديد ما إذا كانت المياه المتوافرة موسمية أم دائمة. كما يمكن تغيير الخلفية على الخرائط الزمنية التي توفر قياس حالة المياه.
أداة مراقبة الغابات أو الأغطية النباتية عبر خرائط مرتبطة بالمدة الزمنية من 2001 إلى 2019. وهذه الأداة تمكن من الإجابة عن أسئلة مهمة خاصة بالتغيرات التي تطرأ على المسطحات الخضراء. ولا تقتصر إمكانيات هذه الأداة على البحث عن دولة معينة، وإنما يمكن تحديد مناطق محددة داخل كل دولة، للوقوف على ما حدث فيها. وهنا يمكن القيام بمقارنات زمانية ومكانية. وقد قام المشاركون بتدريب عملي على تلك الأداة تحت إشراف المدربة التي أجابت عن استفساراتهم وتساؤلاتهم، ليس بالنسبة لهذا التدريب فقط، بل لكل ما طرحته. ومن بين ما طرح من أسئلة، ذلك المتعلق بإمكانية وجود تنبؤات بالقضايا البيئية عبر هذه الأدوات الإلكترونية. وقد تمثلت الإجابة في توضيح أن أدوات “جوجل” توفر المحتوى، لكنها لا تصنعه من ناحية أولى، ومن ناحية ثانية فإن الصحفي وبعد الاطلاع على البيانات والمعلومات المتاحة، يمكنه اللجوء إلى المختصين لإبداء آرائهم بخصوص التنبؤات، ومن ثم يكون الموضوع الصحفي البيئي متكاملاً.
الأداة الأخيرة التي تناولتها الورشة تلك المتعلقة بالصيد البحري، ويمكن بها التعرف إلى حركة مراكب الصيد، وعمليات الصيد التي تقوم بها. ويكون ذلك إما بالبحث عن اسم بلد معين، فتظهر البيانات الخاصة بمراكب صيدها، أو بالبحث عن مركب صيد محدد يكون مرتبطا بالأقمار الصناعية. ومن ثم يمكن معرفة حركة الصيد على مدى زمني محدد، قد يطول أو يقصر، بحسب نوع الموضوع الذي يعمل عليه.
شهدت الورشة تفاعلاً كبيراً بين المحاضرة والمتدربين، وقد طرح بعض المتدربين أفكاراً أشادت بها المحاضرة، وقالت إنها يمكن أن تسهم في تطوير تلك الأدوات مستقبلاً.
دار الخليج