حدّدت بدولة الإمارات العربية المتحدة خمسة مناطق بحرية ذات أهمية عالمية بيولوجيا و إيكولوجيا، وذلك خلال ورشة العمل الإقليمية بشأن المناطق البحرية ذات الأهمية الايكولوجية والبيولوجية(EBSA) في إقليم شمال غرب المحيط الهندي ومنطقة الخليج التي استضافتها وزارة البيئة والمياه في فندق سيتي سيزن سويت بدبي. حيث تم خلالها تحديد كل من محمية مروح البحرية بإمارة أبوظبي، و ومنطقة الياسات ومنطقة الجنوب الغربي المحادية لها ، و محمية جبل علي البحرية بإمارة دبي ، و جزيرة صير بو نعير البحرية ومحمية خور كلباء بإمارة الشارقة، كمناطق ذات أهمية إيكولوجية وبيولوجية عالميا.
واستضافت الوزارة هذه الورشة بالتعاون مع اتفاقية التنوع البيولوجي (CBD) والمكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في شرق آسيا، ومكتب اتفاقية حفظ انواع الحيوانات البرية المهاجرة- مكتب ابوظبي، والمنظمة الإقليمية لحماية بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، والمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (ROPME) ومبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية (AGEDI) والتي تهدف الى تحديد المناطق البحرية المهمة في الإقليم بمشاركة مختصين من كل من دولة الامارات ودولة الكويت وسلطنة عمان ودولة قطر والمملكة العربية السعودية والعراق وإيران و مصر و الأردن والسودان وأريتيريا و باكستان و الهند و العديد من المنظمات الدولية و الاقليمية الاخرى.
وقد تم خلال الورشة تقييم خمس مناطق بحرية ذات أهمية إيكولوجية وبيولوجية بناء على معايير تم تحديدها خلال مؤتمر الاطراف التاسع للتنوع البيولوجي، حيث تم تقييم تلك المناطق بناء على الندرة البيولوجية التي تتميز بها مع التركيز بشكل خاص على مراحل و دورة حياة الأنواع المحلية بها، إضافة إلى ذلك ركزت المعايير على أهمية تلك المناطق بالنسبة للأنواع المهددة بالانقراض ، فضلا عن تدهور و حساسية تلك الموائل و التنوع و الانتاجية البيولوجية و السمات الطبيعية الأخرى.
و أفادت المهندسة مريم سعيد حارب الوكيل المساعد لقطاع الموارد المائية و المحافظة على الطبيعة بالوكالة في وزارة البيئة والمياه بأن تحديد المناطق ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية هو تأكيد على حرصنا على أهمية المحافظة على المحيطات و البحار في سبيل حماية الأنواع البحريةـ، مشيدةً بكافة الجهود الحثيثة والتعاون الفعّال بين كافة الجهات المساهمة في حماية الأنواع المحلية، و خاصة الأنواع المهددة بالانقراض و التي تزداد أعدادها بكثرة.
وأضافت حارب بأن الوزارة تؤكّد التزامها وحرصها على تكثيف الجهود المساهمة في حماية النظم الإيكولوجية في الدولة وأن استضافة الوزارة لورشة العمل الإقليمية بشأن المناطق البحرية ذات الأهمية البيئية والبيولوجية(EBSA) في إقليم شمال غرب المحيط الهندي ومنطقة الخليج تأتي تماشيا مع رؤية الامارات 2021 ، والتزام دولة الامارات بتعزيز التنوع البيولوجي و الاستدامة البيئية، موضحةً أن تحديد المناطق الخمس ذات الأهمية الإيكولوجية والبيولوجية خلال هذه الورشة يترجم الجهود الرامية في حماية التنوع البيولوجي.
وتمّ خلال الورشة اختيار محمية مروح للمحيط الحيوي كونها تحتوي على مجموعة من الموائل البحرية الفريدة والموائل الساحلية بالإضافة إلى المسطحات الرملية وأشجار القرم ومسطحات الحشائش البحرية و الشعاب المرجانية، و تعتبر هذه الموائل مهمة خاصة للكائنات المهاجرة و الكائنات المهددة بالانقراض. إضافة الى ذلك تحتوي هذه المحمية على ثاني أكبر عدد من أبقار البحر (الاطوم) في العالم بعد أستراليا، وكذلك موائل لاحتضان سلاحف منقار الصقر المهددة بالاقتراض و السلاحف الخضراء والعديد من أنواع الأسماك واع من نت.
كما تمّ اختيار منطقة الياسات ومنطقة الجنوب الغربي المحادية لها (Southwest Waters) باعتبارها من المناطق الغنية بالموائل المهمة مثل أشجار القرم، و الحشائش البحرية و الطحالب و السبخات التي تدعم الحياة البحرية وتشمل الطيور البحرية المستوطنة و المهاجرة و عدد كبير من سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض و أبقار البحر (الأطوم).
أما محمية جبل علىي التي تمّ اختيارها فهي تبلغ مساحتها 2,185 هكتار و تعتبر أهم منطقة في إمارة دبي حيث تحتوي على أعشاش سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض، كما تزور المحمية دلافين المحيطين الهندي و الهادي ومنها الدلفين ذو الأنف القاروري و الدلفين الاحدب، إضافة إلى أنها منطقة تعتبر موطنناً لنباتات وحيوانات بحرية متنوعة.
كما وأن اختيار جزيرة صير بو نعير في الشارقة التي تم الاعلان عنها كمحمية في عام 2000 وذلك لاحتضانها بأكثر من 300 عش منقار صقر كل عام و تعتبر الأكبر نسبة في الامارات، كما تعد منطقة تزاوج للعديد من الطيور البحرية، ومجموعة من الجبال و المعادن المتنوعة و الشواطئ البحرية الرملية و الشعاب المرجانية التي تمتد الى قاع البحر الرملي.
والمنطقة الخامسة التي تمّ اختيارها هي منطقة خور كلباء التي تقع في إمارة الشارقة وهي منطقة تتواجد بها أكبر و أقدم غابات القرم والتي تتميز بقدرة كبيرة في خزن الكربون، و تمتد على ضفاف الخور الطبيعي بمساحة تقارب 7 كيلو مترات وكذلك تعتبر موطناً للطيور وسرطانات البحر و الرخويات و الزواحف.