افتتح الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للبيئة في مملكة البحرين “المنتدى الدولي للاقتصاد والتقنيات الخضراء” والذي ينظمه المجلس الاعلى للبيئة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو” والذي يستمر حتى 21 من يناير وذلك في قاعة الغزال بفندق الريتز كارلتون – المنامة .
وفي بداية الحفل ألقى الدكتور محمد مبارك بن دينة الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة كلمة أشار فيها إلى أن البحرين من الدول التي عملت ضمن خطة أهداف التنمية الألفية وهدف التنمية المستدامة في البيئة .
وقال أن الأمم المتحدة قد كرست جهودها في التحول إلى الاهتمام بموضوع أهداف التنمية المستدامة إلى ما بعد 2015 ، وأن البيئة جزء من هذه الأهداف التي تسعى مملكة البحرين لتحقيقة وتقديم كل التسهيلات والتعاون مع الأمم المتحدة وهيئاتها ومؤسساتها لتحقيق هذا الهدف، منوهاً الدكتور بن دينه إلى أن المجلس الأعلى للبيئة يسعى دائماً من خلال تنظيم هذه المؤتمرات والفعاليات والأنشطة والبرامج إلى نقل رؤية مملكة البحرين لتعزيز استدامة الموارد الطبيعية، وتنويع مصادر الطاقة لتشمل الحلول المتجددة والبديلة سعياً للمحافظة على البيئة .
بعدها أعرب السيد لي يونغ المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في كلمة ألقاها عن سعادته لوجود عدد كبير من الخبراء للتحدث في المؤتمر، مشيراً إلى ثقته في تحقيق هذا المؤتمر للهدف المنشود وهو التكنلوجيا الخضراء وتحول الدول العربية للاستفادة منها، مؤكداً أن هناك الكثير من المصادر التي توفر مصادر للطاقة النظيفة، وموضحاً أن لدى اليونيدو خبرة كبيرة فى الأساليب التي توصف بأنها متجددة، لأنها توفر مصادر للطاقة التي تناسب التطبيقات الصغيرة والكبيرة في المناطق الريفية والبعيدة، مبيناً أن الطاقة مهمة لتنمية المجتمعات والاقتصاد، مشيراً إلى أهمية وصول الطاقة إلى الجميع لخلق فرص اقتصادية أفضل وللقضاء على الفقر، مؤكداً على أن الاستهلاك المستدام هو نمط حياة لأنه يوازن بين نسبة الموارد والاستهلاك للمحافظة على الأرض.
ثم ألقى الدكتور خالد فهمي وزير البيئة المصري كلمة أكد فيها بأن المرحلة الجديدة أصبحت في حاجة ماسة للتآزر والتعاضد للحفاظ على وجودنا العربي ولدينا ما نحارب من أجله وهو مستقبل أبنائنا ، مشيرأً إلى أن هذا المنتدى وما سيناقشة من موضوعات هو ميدان آخر للتماسك لمصالحنا البيئية وفكر التنمية المستدامه للحفاظ على بيئتنا العربية وخدمة للبيئة وبناء مجتمع عربي وفق مفاهيم التنمة المستدامة، مشيراً إلى أن تحقيق التنمية المستدامة يقتضي اتباع نمط اقتصادي جديد يعمل على ضمان تحقيق التوازن بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة وهو البعد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بما يضمن الحفاظ على رأس مال الطبيعة والنظم الاكيلوجية وأيضا تحقيق رفاهية المواطن العربي.
بعد ذلك ألقى الدكتور جواد العناني نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن الأسبق كلمة أكد فيها على ضرورة الوقوف معاً في مواجهة كل ما يؤثر على بيئتنا العربية، مشيراً إلى أن الطبيعة الأم لا تحتاجنا ونحن نحتاجها لأنها ترعانا فى النهاية وهي مثل الطبيعة وللتغلب على هذه المشاكل يجب النظر إلى السياسات فأكثر عامل ملوث هو الفقر فبدون ماء لا توجد تنمية ولا بيئة خضراء.
وعلى هامش افتتاح المنتدى تم التوقيع على البرنامج التنفيذي بين حكومتي مملكة البحرين ودولة الكويت في مجال حماية البيئة لعامي 2015 – 2016 ، ووقع الاتفاقية من جانب مملكة البحرين الدكتور محمد مبارك بن دينه الرئيس التنفيذي للمجلس الاعلى للبيئة وعن دولة الكويت الشيخ عبدالله بن أحمد الحمود الصباح مدير عام الهيئة العامة للبيئة .
وفي تصريح لوكالة أنباء البحرين أعرب الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة عن شكره وتقديره للسيد لي يونغ المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو” على مشاركته في حفل الافتتاح والتي تعتبر الأولى لدولة عربية بعد تعيينه بهذا المنصب، مشيداً بالجهود الكبيرة والخطوات الرائدة لمنظمة اليونيدو الدولية من خلال خططها الاستراتيجية وبرامجها وأنشطتها الفاعلة في تحقيق الأهداف البيئية المستدامة، وبتعاونها المستمر والدائم بتبني المبادرات البيئية والمؤتمرات والمعارض الدولية المتخصصة في هذا الشأن، مؤكداحرص مملكة البحرين الدائم بتطوير التعاون مع المنظمة الدولية بكل ما يخدم ويسهم في تعزيز مسيرة التنمية، معرباً عن تمنياته للمشاركين في أعمال المنتدى التوفيق والنجاح.
وأشار الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة إلى أهمية الموضوعات والقضايا التي سيتم تناولها عبر فعاليات “المنتدى الدولي للاقتصاد والتقنيات الخضراء”، مؤكدا على أهمية تنظيم هذه الملتقيات الإقليمية والدولية لما توفره من فرص لتعزيز التبادل واكتساب الخبرات في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية ، متمنياً أن يسهم هذا المنتدى في تعزيز دور العمل والبرامج المطروحة والتي تهتم بالقضايا البيئية والتنموية الإقليمية والدولية وتوجيه الاهتمام بقضايا البيئة الهامة، وكذلك الجهود المبذولة في مجال التنمية البشرية والمستدامة على الصعيدين المحلي والدولي ، والتحولات والمتغيرات الدولية وتأثيراتها على الشعوب والدول، وأهمية التعاون الدولي في مواجهة أية أزمات متوقعة.
ودعا الشيخ عبدالله بن حمد ال خليفة كافة المشاركين إلى الاستفادة من هذا المنتدى الهام في عقد المزيد من الاتفاقيات الاستثمارية والاقتصادية، والاطلاع على المقومات والبيئة والتسهيلات التي توفرها حكومة مملكة البحرين في هذا المجال، متمنياً أن يحقق هذا المنتدى أهدافه وتطلعاته المنشودة.
ويسلط “المنتدى الدولي للاقتصاد والتقنيات الخضراء” الضوء على أبرز المستجدات في مجالي الاقتصاد والتقنيات الخضراء واستحقاقات التطوير في ضوء التطور المتنامي الحاصل في هذا المجال الهام والوقوف على آخر المستجدات، وعرض التجارب الفعلية الناجحة اقليمياً ودولياً، خصوصاً مع ظهور أنماط جديدة لهذه التقنيات والتي تسهم في اتباع نهج الابتكار والإبداع والتميّز في بيئة شديدة التنافسية.
كما سيسهم المنتدى في تكريس مبادئ التنمية المستدامة والمفاهيم المعيشية والعملية النابعة منها، خاصة ما ينبغي تحقيقه منها على الصعيد الوطني من منظور اقتصادي وبيئي حيث تعد التنمية المستدامة نهجاً وطنياً متبعاً لسياسات الدولة التنموية بصفته أحد المرتكزات الرئيسة للرؤية الاقتصادية الوطنية لمملكة البحرين 2030 .